للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أضعافه فكل هذا من الكذب والبهتان، الذي يصدون به الناس عن دين الله ورسوله.

وإذا كنا لانكفر من عبد القبور من العوام لأجل جهلهم، وعدم من ينبههم، فكيف نكفر من لم يشرك بالله إذا لم يهاجر إلينا ولم يقاتل معنا، نقول: {سُبْحَانَكَ هَذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ} أ. هـ.

يريد الشيخ رحمه الله بقوله: إنهم لا يكفرون العوام الجهال الذين لم تبلغهم الحجة من كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، وأما من بلغته الحجة وعاند وأصر على شركه من دعاء الموتى والاستغاثة بهم، وطلب النفع منهم أو دفع الضر، فلاشك في شركه، بل وفي كفر من لا يكفره.

ثانيا: إن هؤلاء المنتقدين يصدق عليهم ما قيل: حفظت شيئا وغابت عنك أشياء.

حفظوا أن من يشهد بالشهادتين من الكفار، فقد دخل دين الإسلام وأصبح مسلما له ما للمسلمين وعليه ما على المسلمين، ولكن جهلوا أو تجاهلوا أن كلمة الشهادتين لها شروط ونواقض، فإذا ما أتى بالشهادتين مستوفيتين للشروط ولم يأت بالنواقض التي تبطل شهادته، فذاك هو المسلم.

أما من أتى بالشهادتين ثم أتى بما يبطل شهادته، وكان عارفا أو بين له فلم يرجع عن رأيه أو عن قوله، فيحكم عليه بالشرك أو بالكفر، ولو كان يقول أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ولو صلى وصام.

شروط لا إله إلا الله سبعة

١- العلم المنافي للجهل: فمن لم يعرف المعنى فهو جاهل بمدلولها، ومعناها البراءة من كل ما يعبد من دون الله وإخلاص العبادة لله وحده.

٢- اليقين المنافي للشك: لأن من الناس من يقو لها وهو شاك فيما دلت عليه من معناها.

<<  <   >  >>