إذا كان الإنسان بحاجة إلى طعام وشراب ليقيم صلبه، ويقوي بدنه، فهو بحاجة إلى ما يغذي روحه وعبادة الله هي التي توفر للروح غذاءها ونماءها، فتستقيم النفس البشرية وتقوى، بقدر ما تستمد من هذا الغذاء، وتستطيع مواجهة عواصف الغرور، وظلم النفس، وغياهب الغفلة.
فما أجمل الليل في صمته وسكونه، والنفس تناجي ربها، في إخلاص ويقين، والجو يعطره آيات الله، والقلب يهتز خوفا ورجاء، فتخشع النفس لربها، وتشعر بسعادة روحية، لا تدانيها سعادة، تتذوق فيها حلاوة الإيمان، لأنها وجدت نفسها، عندما أخلصت عبرديتها لله، ويزداد الشعور بالراحة والطمأنينة، كلما ازدادت النفس قربا من ربها، وأنسا بلقائه.
وقيام الليل عبادة، ليست مجرد ركوع وسجود وخضوع فحسب، بل تلذذ بمناجاة الله وطاعته، وسعي في مرضاته، انشراح للصدر، وسكينة للنفس، وانتقال من عالم الغرور إلى عالم السرور.
وقيام الليل يحتاج إلى استعداد ومجاهدة، لأن النفس تميل إلى الكسل والخمول وقلة الحركة، وكثرة النوم بعد أن ثقلت الأجسام، وتراكمت الشحوم....
ومن الأسباب المعينة عليه ما يلي:
١- معرفة فضل قيام الليل، ومنزلة أهله، وقد حثنا النبي صلى الله عليه وسلم على