للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[١٦١٠] لما جَاءَ نعي جَعْفَر قَالَ فِي اللمعات النعي بفتحالنون وَسُكُون الْعين الاخبار بِمَوْت أحد والنعي على وزن فعيل بِمَعْنى خبر الْمَوْت وَقد جَاءَ بِمَعْنى الناعي أَي الْمخبر وَيصِح حمله عَلَيْهِ وَالْأول بل الثَّانِي أظهر وَفِي الحَدِيث دَلِيل على أَنه يسْتَحبّ للجيران والأقارب تهية طَعَام لأهل الْمَيِّت قَالَ بن الْهمام وَيسْتَحب لجيران أهل الْمَيِّت والاقرباء والاياعد تهيئة طَعَام لَهُم يشبعهم يومهم وليلتهم لقَوْله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اصنعوا لآل جَعْفَر طَعَاما فقد أَتَاهُم مَا يشغلهم وَقيل ثَلَاثَة أَيَّام مُدَّة التَّعْزِيَة وَيكرهُ اتِّخَاذ الضِّيَافَة من أهل الْمَيِّت لِأَنَّهُ شرع فِي السرُور لَا فِي الشرور وَهِي بِدعَة مستقبحة انْتهى

[١٦١١] حَتَّى كَانَ حَدِيثا فَترك أَي ترك عمله أَو ترك من حَيْثُ السّنة بل صَار بِدعَة مذمومة قَالَ السُّيُوطِيّ فِي الدّرّ النثير الْأَمر الْحَادِث الْمُنكر الَّذِي لَيْسَ بِمَعْرُوف فِي السّنة والمفاد من هَذَا الحَدِيث وَالله أعلم ان هَذَا الْأَمر كَانَ فِي الِابْتِدَاء على الطَّرِيقَة المسنونة ثمَّ صَار حَدثا فِي الْإِسْلَام حَيْثُ صَار مفاخرة ومباهاة كَمَا هُوَ الْمَعْهُود فِي زَمَاننَا لِأَن النَّاس يَجْتَمعُونَ عِنْد أهل الْمَيِّت فيبعث اقاربهم اطعمة لَا تَخْلُو عَن التَّكَلُّف فَيدْخل بِهَذَا السَّبَب الْبِدْعَة الشنيعة فيهم وَأما صَنْعَة الطَّعَام من أهل الْمَيِّت إِذا كَانَ للْفُقَرَاء فَلَا بَأْس بِهِ لِأَن النَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قبل دَعْوَة الْمَرْأَة الَّتِي مَاتَ زَوجهَا كَمَا فِي سنَن أبي دَاوُد وَأما إِذا كَانَ للأغنياء والاضياف فمنوع ومكروه لحَدِيث أَحْمد وَابْن ماجة فِي الْبَاب الَّاتِي كُنَّا نرى الِاجْتِمَاع وصنعة الطَّعَام من أهل الْمَيِّت من النِّيَاحَة أَي نعد وزره كوزر النوح (إنْجَاح)

قَوْله

[١٦١٣] موت غربَة شَهَادَة هَذَا الحَدِيث أوردهُ بن الْجَوْزِيّ فِي الموضوعات من وَجه آخر عَن عبد الْعَزِيز وَلم يصب فِي ذَلِك وَقد سقت لَهُ طرقا كَثِيرَة فِي اللالئ المصنوعة قَالَ الْحَافِظ بن حجر فِي التَّخْرِيج إِسْنَاد بن ماجة ضَعِيف لِأَن الْهُذيْل مُنكر الحَدِيث وَذكر الدَّارَقُطْنِيّ فِي الْعِلَل الْخلاف فِيهِ على الْهُذيْل وَصحح قَول من قَالَ عَن الْهُذيْل عَن عبد الْعَزِيز عَن نَافِع عَن بن عمر (زجاجة)

قَوْله موت غربَة شَهَادَة قَالَ أهل التَّحْقِيق الغربة غربتان غربَة بالجسم وغربة بِالْقَلْبِ وَهُوَ الْمشَار اليه بقوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كن فِي الدُّنْيَا كَأَنَّك غَرِيب أَو كعابر سَبِيل وعد نَفسك من أهل الْقُبُور وَهُوَ يحصل بتحصيل الْمَوْت الارادي وَترك التَّعَلُّق بِمَا سوى الله لمعات

قَوْله

[١٦١٤] قيس لَهُ أَي قدر لَهُ الى مُنْقَطع اثره أَي مَوضِع انْقَطع فِيهِ سَفَره وانْتهى اليه فَمَاتَ فِيهِ وَالْمرَاد اثر اقدام وَقَالَ الطَّيِّبِيّ المُرَاد بالأثر الاجل يُسمى اثرا لِأَنَّهُ يتبع الْعُمر وَأَصله أَيْضا من أثر الاقدام فَإِن من مَاتَ لَا يبْقى لاقدامه اثر فأفهم وَقَوله فِي الْجنَّة مُتَعَلق بقيس وَظَاهر الْعِبَادَة انه يعْطى لَهُ فِي الْجنَّة مَكَان هَذَا الْمِقْدَار وَهَذَا لَيْسَ بِمُرَاد فَإِن هَذَا الْمِقْدَار من الْمَكَان لَا اعْتِبَار بِهِ فِي جنب سَعَة الْجنَّة الا ان يُقَال المُرَاد ثَوَاب عمل عمله فِي مثل هَذَا الْمسَافَة لَا يخْتَص بِعَمَلِهِ فِي مولده وَقَالَ الطَّيِّبِيّ المُرَاد أَنه يفسح لَهُ فِي قَبره مِقْدَار مَا بَين قَبره وَبَين مولده وَيفتح لَهُ بَاب الْجنَّة فَتَأمل لمعات

قَوْله

[١٦١٥] من مَاتَ مَرِيضا الخ هَذَا الحَدِيث أوردهُ بن الْجَوْزِيّ فِي الموضوعات وَأعله إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن أبي يحيى الْأَسْلَمِيّ فَإِنَّهُ مَتْرُوك قَالَ وَقَالَ أَحْمد بن حَنْبَل إِنَّمَا هُوَ من مَاتَ مرابطا وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيّ ثَنَا بن مخلد ثَنَا أَحْمد بن عَليّ الابار ثَنَا بن أبي سكينَة الْحلَبِي قَالَ سَمِعت إِبْرَاهِيم بن أبي يحيى يَقُول حدثت بن جريج بِهَذَا الحَدِيث من مَاتَ مرابطا فروى عني من مَاتَ مَرِيضا وَمَا هَكَذَا حدثته مِصْبَاح الزجاجة

قَوْله

[١٦١٦] ككسره حَيا يَعْنِي فِي الْإِثْم قَالَ الطَّيِّبِيّ الْإِشَارَة الى أَنه لَا يهان الْمَيِّت كَمَا لَا يهان الْحَيّ قَالَ بن عبد الْبر يُسْتَفَاد مِنْهُ أَن الْمَيِّت يتألم بِجَمِيعِ مَا يتالم بِهِ الْحَيّ وَمن لَازمه ان يستلذ بِمَا يستلذ بِهِ الْحَيّ وَالله أعلم انْتهى

قَوْله

[١٦١٨] فَقلت أَي أمه هُوَ مخفف أُمَّاهُ وَالْهَاء للسكتة قَوْله اشْتَكَى أَي مرض فعلق ينفث أَي طفق وَشرع قَوْله فَجعلنَا نشبه نفثه الخ النفث كالنفخ الصَّوْت يخرج من الْفَم وان كَانَ مَعَ الرِّيق فَهُوَ التفل وَهَذَا أقل من التفل كَذَا فِي الْقَامُوس وَالْغَرَض مِنْهُ وَالله أعلم انه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من شدَّة الْمَرَض والضعف ينفث على جسده الشريف كَمَا ينفث آكل الزَّبِيب زبيبه وَذَلِكَ أَن أكل الزَّبِيب ينفخه قَلِيلا لقلَّة التُّرَاب وَالْغُبَار عَلَيْهِ بِخِلَاف أكل الشّعير وَغَيره فَإِن فِيهِ النفخ أَشد لِأَنَّهُ مقشر وَقيل هَذَا تَشْبِيه لغلظة بزاقه لِأَنَّهُ من أكل زبيبا يغلظ بزاقه فَكَأَنَّهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَار بزاقه بِسَبَب الْحمى غليظا وَذَلِكَ بِسَبَب يبس رطوبته الغريزية وَالله أعلم وَقَوله فَلَمَّا ثقل أَي اشْتَدَّ مَرضه وَقَوله ان يدرن عَلَيْهِ أَي كَمَا كَانَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدُور عَلَيْهِنَّ فِي حَال الصِّحَّة كَذَلِك يدرن عَلَيْهِ فِي حَالَة الْمَرَض (إنْجَاح)

قَوْله لم تسمه عَائِشَة فَإِن قلت فَلم لم تسم عَائِشَة قلت لِأَن الْعَبَّاس كَانَ دَائِما يلازم أحد جانبيه وَأما جَانب الاخر فَتَارَة كَانَ عَليّ فِيهِ وَتارَة أُسَامَة فلعدم ملازمته لذَلِك لم يذكرهُ لَا للعداوة وَلَا لنحوها حاشا من ذَلِك كرماني

قَوْله

[١٦١٩] والحقني بالرفيق الْأَعْلَى الرفيق جمَاعَة الْأَنْبِيَاء الساكنين أَعلَى عليين فعيل بِمَعْنى جمَاعَة كالصديق والخليط يَقع على الْوَاحِد وَالْجمع وَمِنْه وَحسن أُولَئِكَ رَفِيقًا والرفيق الْمرَافِق فِي الطَّرِيق وَقيل مَعْنَاهُ الحقني بِاللَّه يُقَال الله رَفِيق بعباده من الرِّفْق والرأفة قَالَ الْكرْمَانِي أَي الْمَلأ الْأَعْلَى من الْمَلَائِكَة أَو الَّذين أنعم الله عَلَيْهِم من النَّبِيين وَالصديقين وَالشُّهَدَاء وَالصَّالِحِينَ انْتهى

قَوْله

<<  <   >  >>