قَوْله بَاب اتِّبَاع الخ وَهَذَا أحسن بالترتيب حَيْثُ بَدَأَ بِأَبْوَاب اتِّبَاع السّنة إِشَارَة الى ان التصنيف فِي جمع السّنَن أَمر لَا بُد مِنْهُ وتنبيها للطَّالِب على أَن الاخذ بِهَذِهِ السّنَن من الْوَاجِبَات الدِّينِيَّة ثمَّ عقب هَذِه الْأَبْوَاب أَبْوَاب العقائد من الْإِيمَان وَالْقدر لِأَنَّهَا أول الْوَاجِبَات على الْمُكَلف ثمَّ عقب بفضائل الصَّحَابَة لأَنهم مبلغوا السّنَن إِلَيْنَا فَمَا لم يثبت عدالتم لَا يتم لنا الْعلم بالسنن والاحكام
قَوْله
بَاب اتِّبَاع الخ قدم بَاب اتِّبَاع السّنة على جَمِيع الْأَبْوَاب امتثالا لقَوْله تَعَالَى قل إِن كُنْتُم تحبون الله فَاتبعُوني يحببكم الله (إنْجَاح الْحَاجة للعلامة الفهامة الْفَائِق على أقرانه الْعَارِف بِاللَّه الشَّيْخ عبد الْغَنِيّ المجددي الدهلوي)
قَوْله
[١] شريك بن عبد الله النَّخعِيّ الْكُوفِي القَاضِي بواسط ثمَّ الْكُوفَة أَبُو عبد الله صَدُوق يُخطئ كثيرا تغير حفظه مُنْذُ ولي الْقَضَاء بِالْكُوفَةِ وَكَانَ عادلا فَاضلا عابدا شَدِيدا على أهل الْبدع من الثَّامِنَة مَاتَ سنة سبع أَو ثَمَان وَسبعين (تقريب)
قَوْله الْأَعْمَش سُلَيْمَان بن مهْرَان الْأَسدي الْكَاهِلِي أَبُو مُحَمَّد الْكُوفِي الْأَعْمَش ثِقَة حَافظ عَارِف بِالْقِرَاءَةِ ورع لَكِن يُدَلس من الْخَامِسَة مَاتَ سنة سبع وَأَرْبَعين أَو ثَمَان وَكَانَ مولده أول إِحْدَى وَسِتِّينَ (تقريب)
قَوْله أَبُو هُرَيْرَة الدوسي الصَّحَابِيّ الْجَلِيل حَافظ الصَّحَابَة اخْتلف فِي اسْمه وَاسم أَبِيه قيل عبد الرَّحْمَن بن صَخْر وَقيل بن غنم وَقيل عبد الله بن عَائِذ وَقيل بن عَامر وَقيل بن عَمْرو وَقيل سكين بن ذرمة وَقيل بن هَانِئ وَقيل مزمل وَقيل بن صَخْر وَقيل عَامر بن عبد شمس وَقيل بن عُمَيْر وَقيل يزِيد بن عشرقة وَقيل عبد نهم وَقيل عبد شمس وَقيل غنم وَقيل عبيد بن غنم وَقيل عَمْرو بن غنم وَقيل بن عَامر وَقيل سعيد بن الْحَارِث هَذَا الَّذِي وقفنا عَلَيْهِ من الِاخْتِلَاف فِي ذَلِك وَيقطع بِأَن عبد شمس وَعبد نهم غير بعد أَن سلم وَاخْتلف فِي أَيهَا أرجح فَذهب الْأَكْثَرُونَ الى الأول وَذهب جمع من النسابين الى عَمْرو بن عَامر مَاتَ سنة سبع وَقيل ثَمَان وَقيل تسع وَخمسين وَهُوَ بن ثَمَان وَسبعين سنة (تقريب)
قَوْله مَا أَمرتكُم الخ أَي بِأَمْر من أُمُور الدّين حَيْثُ قَالَ فِي حَدِيث التابير أَنْتُم أعلم بِأُمُور دنياكم ١٢ فَخر قَوْله مَا أَمرتكُم بِهِ الخ قَالَ بن عَسَاكِر فِي الْأَطْرَاف هَذَا مُخْتَصر من الحَدِيث الَّذِي يَلِيهِ وَمَا فِيهِ شَرْطِيَّة فِي الْمَوْضِعَيْنِ (مِصْبَاح الزجاجة للسيوطي)
قَوْله وَمَا نَهَيْتُكُمْ الخ تمسك لمن قَالَ ان الأَصْل فِي الْأَشْيَاء الْإِبَاحَة (إنْجَاح الْحَاجة)
قَوْله
[٢] فَإِذا أَمرتكُم بِشَيْء الخ قَالَ أَبُو الْفتُوح الطَّائِي فِي الْأَرْبَعين قَالَ أَبُو دَاوُد الْفِقْه يَدُور على خَمْسَة أَحَادِيث الْأَعْمَال بِالنِّيَّاتِ والحلال بَين وَالْحرَام بَين وَمَا نَهَيْتُكُمْ عَنهُ فَانْتَهوا وَمَا أَمرتكُم بِهِ فَأتوا مِنْهُ مَا اسْتَطَعْتُم وَلَا ضرار قَالَ الْحَافِظ أَبُو الْفضل الْعِرَاقِيّ فِي أَمَالِيهِ وَكَانَ مُسَمَّاهُ خَمْسَة بعد جملَة الْأَمر وَجُمْلَة النَّهْي حديثين فَإِنَّهُمَا قاعدتان من قَوَاعِد الْفِقْه قلت وَقد علل ذَلِك بِأَن اجْتِنَاب الْمنْهِي أسهل من فعل الْمَأْمُور لِأَنَّهُ ترك فَلِذَا لم يُقيد بِمَا قيد بِهِ الْمَأْمُور من الِاسْتِطَاعَة لَكِن اخْرُج الطَّبَرَانِيّ هَذَا الحَدِيث بِلَفْظ فَإِذا أَمرتكُم بِشَيْء فاتوه وَإِذا نَهَيْتُكُمْ عَن شَيْء فَاجْتَنبُوهُ مَا اسْتَطَعْتُم وَالظَّاهِر أَن هَذَا الْقلب من بعض رُوَاته وَقد عقدوا فِي عُلُوم الحَدِيث نوع المقلوب وَله أَمْثِلَة عديدة (زجاجة للسيوطي)
قَوْله
[٤] لم يعده بِسُكُون الْعين أَي لم يتجاوزه وَلم يقصر عَنهُ أَي لم يقف عَنهُ فَلَا يعْمل بِهِ بل يقف عِنْد حَده فَلَا يتَأَخَّر عَنهُ وَلَا يتعداه وَهَذَا مَشْهُور من سيرة بن عمر رَضِي الله عَنهُ انه كَانَ شَدِيد الِاتِّبَاع لآثار رَسُول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ روى أَحْمد بِسَنَد صَحِيح عَن مُجَاهِد قَالَ كنت اسافر مَعَ بن عمر فِي سفر فحاد عَنهُ فَسئلَ لم فعلت قَالَ رَأَيْت رَسُول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فعل هَذَا فَفعلت وروى الْبَزَّار عَن بن عمر أَنه كَانَ يَأْتِي شَجَرَة بَين مَكَّة وَالْمَدينَة فيقيل تحتهَا ويخبر أَن النَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يفعل ذَلِك وروى الْبَزَّار بِسَنَد حسن عَن زيد بن اسْلَمْ قَالَ رَأَيْت بن عمر محلول الْإِزَار وَقَالَ رَأَيْت رَسُول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ محلول الْإِزَار (مِصْبَاح الزجاجة مُخْتَصرا)
قَوْله لم يعده أَي لم يتجاوزه الى غَيره بل يعْمل تِلْكَ الْمِقْدَار وَلم يقصر عَنهُ وَكَانَ رَضِي الله عَنهُ مُتبعا لسنته صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (إنْجَاح)
قَوْله
[٥] الْفقر هُوَ بِهَمْزَة الِاسْتِفْهَام وَنصب الْفقر على أَنه مفعول مقدم (زجاجة)
قَوْله حَتَّى لَا يزِيغ الخ أَي حَتَّى لَا يمِيل قلب أحدكُم امالة الا طلب الزِّيَادَة وهيه بِسُكُون الْيَاء كلمة ليستزاد بهَا الشَّيْء وَيحْتَمل ان يكون بِفَتْح الْيَاء وَالْهَاء فِي آخرهَا للْوَقْف وَهِي ضميرا مؤنثا غَائِبا يرجع الى الدُّنْيَا أَي حَتَّى لَا يمِيل قلب أحدكُم الا الى الدُّنْيَا (إنْجَاح الْحَاجة)
قَوْله لَا تزَال طَائِفَة قَالَ الْقُرْطُبِيّ الطَّائِفَة الْجَمَاعَة وَقَالَ فِي النِّهَايَة الْجَمَاعَة من النَّاس وَيَقَع على الْوَاحِد لِأَنَّهُ أَرَادَ نفسا طَائِفَة وَسُئِلَ إِسْحَاق بن رَاهَوَيْه عَنهُ فَقَالَ الطَّائِفَة دون الْألف وسيبلغ هَذَا الْأَمر الى أَن يكون عدَّة المتمسكين بِمَا كَانَ عَلَيْهِ رَسُول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَصْحَابه يسلم بذلك أَن لَا يعجبهم كَثْرَة أهل الْبَاطِن انْتهى وَأخرج بن أبي حَاتِم فِي تَفْسِيره عَن مُجَاهِد قَالَ الطَّائِفَة الْوَاحِدَة الى الف واخرج أَيْضا عَن بن عَبَّاس قَالَ الطَّائِفَة الرجل والنفر وَفِي الصِّحَاح الْجَوْهَرِي عَن بن عَبَّاس الطَّائِفَة الْوَاحِد فَمَا فَوْقه قَالَ أَحْمد بن حَنْبَل فِي هَذِه الطَّائِفَة إِن لم يَكُونُوا هم أهل الحَدِيث فَلَا أَدْرِي من هم أخرجه الْحَاكِم فِي عُلُوم الحَدِيث قَالَ القَاضِي عِيَاض وَإِنَّمَا أَرَادَ أهل السّنة وَالْجَمَاعَة وَمن يعْتَقد مَذْهَب أهل الحَدِيث وَقَالَ النَّوَوِيّ يحْتَمل أَن يكون هَذِه الطَّائِفَة مُتَفَرِّقَة فِي أَنْوَاع الْمُؤمنِينَ مِمَّن يُقيم أَمر الله من مُجَاهِد وفقيه ومحدث وزاهد وَأمر بِالْمَعْرُوفِ وَغير ذَلِك من أَنْوَاع الْخَيْر وَلَا يلْزم اجْتِمَاعهم فِي كَانَ وَاحِد بل يجوز ان يَكُونُوا مُتَفَرّقين فِي أقطار الأَرْض
قَوْله
[٦] لَا تزَال الخ أَقُول لَا تعَارض بَين هَذَا وَبَين حَدِيث لَا تقوم السَّاعَة حَتَّى يُقَال فِي الأَرْض الله الله وَلَا تقوم السَّاعَة الا على شرار الْخلق لِأَن مَعْنَاهُ ان هَذِه الطَّائِفَة تبقى الى حِين مَجِيء الرّيح الَّتِي تقبض روح كل مُؤمن ثمَّ يبْقى شرار الْخلق عَلَيْهِم تقوم السَّاعَة
قَوْله