للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[٢٤٢٦] حَتَّى قَالَ لَهُ احرج عَلَيْك الا قضيتني من الْحَرج وَهُوَ الضّيق أَي اوقعك فِي الْحَرج والضيق الا قضيتني بديني وَقَوله هلا مَعَ صَاحب الْحق كُنْتُم أَي اللَّائِق بشأنكم ان تَكُونُوا مَعَ صَاحب الْحق وَهُوَ الْأَعرَابِي الَّذِي تقاضاه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ انجاح الْحَاجة لمولانا الْمُعظم الشَّيْخ عبد الْغَنِيّ المجددي الدهلوي قَوْله فَأَما ذكر أَو ذكر أَي ذكر بِذَاتِهِ من غير تلقين أحد أَو ذكر من الله أَو من قبل الْمَلَائِكَة والتجوز فِي السِّكَّة ان يَأْخُذ الزيف مثلا بدل الرائجة والتجوز فِي النَّقْد ان يُؤَخر فِي طلبه وَانْظُر الْمُعسر أَي امهله حَتَّى يتسهل عَلَيْهِ الْأَدَاء انجاح الْحَاجة لَا قدست امة أَي لَا زكيت وَلَا طهرت وَغير متعتع أَي بِلَا اكراه فِي الْقَامُوس تعتعه تلتله وحركه العنف واكره فِي الْأَمر حَتَّى قلق وَفِي الْكَلَام تردد من حصر أَو عي انْتهى وَهَذَا من كَمَال رافته وشفقته على النَّاس قيل ان الرجل كَانَ كَافِرًا فَأسلم بمشاهدة هَذَا الْخلق الْأَعْظَم وَقَالَ يَا رَسُول الله مَا رَأَيْت اصبر مِنْك لِأَن ظَاهر هَذِه الْقِصَّة ان الرجل هُوَ زيد كَمَا مضى (إنْجَاح)

قَوْله بَاب الْحَبْس فِي الدّين قَالَ بن الْهمام الْحَبْس مَشْرُوع بِالْكتاب لِأَنَّهُ المُرَاد بِالنَّفْيِ الْمَذْكُور فِي قَوْله تَعَالَى أَو ينفوا من الأَرْض وبالسنة على مَا سلف انه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حبس رجلا فِي تُهْمَة وَذكر الْخصاف ان نَاسا من أهل الْحجاز اقْتَتَلُوا فَقتل بَينهم قَتِيلا فَبعث إِلَيْهِم رَسُول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فحبسهم وَلم يكن فِي عَهده صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأبي بكر سجن إِنَّمَا كن يحبس فِي الْمَسْجِد أَو الدهليز حَتَّى اشْترى عمر رض دَارا بِمَكَّة بأَرْبعَة آلَاف دِرْهَم واتخذه محبسا وَقيل بل لم يكن فِي زمن عمر وَلَا عُثْمَان أَيْضا الى زمن عَليّ فبناه وَهُوَ أول سجن بني فِي الْإِسْلَام قَالَ فِي الْفَائِق ان عليا بنى سجنا من قصب فَسَماهُ نَافِعًا فنقبه اللُّصُوص وتسيب النَّاس مِنْهُ ثمَّ بنى سجنا من مدر فَسمى محبسا أَو المخبس مَوضِع التخبيس وَهُوَ التذليل والمحبوس فِي الدّين لَا يخرج لصوم رَمَضَان وَلَا لعيد وَلَا لجمعة وَلَا لصَلَاة جمَاعَة وَلَا لحج فَرِيضَة وَلَا لحضور جَنَازَة بعض أَهله وَلَو أعْطى كَفِيلا بِنَفسِهِ لِأَنَّهُ يشرع لتضجر قلبه فيسارع لقَضَاء وَلِهَذَا قَالُوا يَنْبَغِي ان يكون موضعا خشنا وَلَا يبسط لَهُ فرَاش وَلَا وطأ وَلَا يدْخل لَهُ أحد يسْتَأْنس بِهِ انْتهى

قَوْله

[٢٤٢٧] قَالَ وَكِيع واثنى عَلَيْهِ خير أَي اثنى وبر على مُحَمَّد بن مَيْمُون وَقَوله هَذَا يدل على توثيقه (إنْجَاح)

قَوْله لي الْوَاجِد أَي مطله يُقَال لواه يلويه ليا واصله لويا فأدغمت الْوَاو فِي الْيَاء وَقَوله يحل عرضه وعقوبته فسر عبد الله بن الْمُبَارك احلال عرضه باغلاظ القَوْل لَهُ وعقوبته بِالْحَبْسِ وَمعنى الحَدِيث ان الصاحب الدّين ان يذمه ويصفه بِسوء الْقَضَاء وَطلب من القَاضِي حَبسه (فَخر)

قَوْله

[٢٤٢٩] تقاضى بن أبي حَدْرَد دينا الخ أَي طَالبه بِهِ وَأَرَادَ الْقَضَاء وَفِي هَذَا الحَدِيث جَوَاز الْمُطَالبَة بِالدّينِ فِي الْمَسْجِد والشفاعة الى صَاحب الْحق والاصلاح بَين الْخُصُوم وَحسن التَّوَسُّط بَينهم وَقبُول الشَّفَاعَة فِي غير مَعْصِيّة وَجَوَاز الْإِشَارَة واعتمادها لقَوْله فاومى بِيَدِهِ الشّطْر (نووي)

قَوْله

[٢٤٣٠] الى عطائه أَي الى الاجل الَّذِي يُعْطي فِيهِ أَمْوَال النَّاس وحقوقهم من بَيت المَال وَهَذَا يدل على ان الْقَرْض الى اجل كَانَ جَائِزا عِنْده والا فالأجل فِي الْقَرْض لَغْو عندنَا وَقَوله فَللَّه أَبوك هَذِه كلمة مدح يعْتَاد الْعَرَب الثَّنَاء بهَا فَإِذا وجد مِنْهُ مَا يحمد عَلَيْهِ قيل لله أَبوك حَيْثُ اتى بمثلك كَذَا ذكره بن الْملك (إنْجَاح)

قَوْله الا كَانَ كصدقتها مرّة ظَاهر هَذَا الحَدِيث منَاف للْحَدِيث الَّاتِي ان الصَّدَقَة بِعشْرَة امثالها وَالْقَرْض بِثمَانِيَة عشر فَإِن فِيهِ ازدياد ثَوَاب الْقَرْض على الصَّدَقَة فِي أول الوهلة فَلَعَلَّ هَذَا باخْتلَاف نيات الْأَشْخَاص وَاعْتِبَار التسامح فِي الِاقْتِضَاء غَيره أَو يحمل على ان الْعدَد لَا مَفْهُوم لَهُ فِيهِ أَو كَثْرَة الثَّوَاب وَلَكِن يردهُ قَوْله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا بَال الْقَرْض أفضل من الصَّدَقَة أَو الثَّانِي يحمل على الْحَاجة وَالْأول على غَيرهَا (إنْجَاح الْحَاجة)

قَوْله

[٢٤٣١] الصَّدَقَة بِعشر امثالها وَالْقَرْض بِثمَانِيَة عشر قَالَ الشَّيْخ سراج الدّين البُلْقِينِيّ الحَدِيث دَال على ان دِرْهَم الْقَرْض بدرهم صَدَقَة لَكِن الصَّدَقَة لم يعد مِنْهَا شَيْء وَالْقَرْض عَاد مِنْهُ دِرْهَم فَسقط مُقَابِله وَبَقِي ثَمَانِيَة عشر مِصْبَاح الزجاجة للسيوطي اللَّهُمَّ اغْفِر لمؤلفه ولكاتبه وَلمن سعى فِيهِ ولوالديهم أَجْمَعِينَ آمين

قَوْله

<<  <   >  >>