للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[٣٠٤٦] انى لبدت رَأْسِي التلبيد ان يَجْعَل فِي الشّعْر شَيْء من صمغ عِنْد الْإِحْرَام لِئَلَّا يشعث ويقمل ابقاء على الشّعْر من طول مكثه فِي الْإِحْرَام وَقَالَ الطَّيِّبِيّ هُوَ ضفر الرَّأْس بصمغ أَو عسل أَو خطى انْتهى فَإِن قيل أَي دخل للتلبيد فِي عدم الاحلال قلت هُوَ بَيَان انه مستعد من أول الْأَمر بِأَن يَدُوم احرامه الى ان يبلغ الْهدى مَحَله إِذْ التلبيد إِنَّمَا يحْتَاج اليه من طَال امد احرامه (فَخر)

قَوْله

[٣٠٤٨] منى كلهَا منحر وَزَاد مُسلم فَانْحَرُوا فِي رحالكُمْ يَعْنِي ان مناكلها منحر يجوز النَّحْر فِيهَا فَلَا تتكلفوا النَّحْر فِي مَوضِع نحري بل يجوز لكم النَّحْر فِي مَنَازِلكُمْ من منى قَوْله وكل فجاج مَكَّة بِالْكَسْرِ جمع فج بِالْفَتْح هُوَ الطَّرِيق الْوَاسِع بَين جبلين طَرِيق ومنحر يَعْنِي أَي طَرِيق يدْخل مَكَّة جَازَ وَفِي أَي مَوضِع مِنْهَا ينْحَر الْهدى جَازَ وان لم يكن طَرِيقا دخل أَو نحر فِيهِ رَسُول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَوْله وكل عَرَفَة موقف يَعْنِي ان عَرَفَة كلهَا موقف يجوز الْوُقُوف فِيهَا فَلَا تتكلفوا الْوُقُوف فِي مَوضِع وُقُوفِي بل يجوز الْوُقُوف فِي جُزْء من أَجزَاء عَرَفَات والعرفة اسْم للمكان الْمَخْصُوص وَقد يَجِيء بِمَعْنى الزَّمَان وَأما عَرَفَات بِلَفْظ الْجمع فَيَجِيء بِمَعْنى الْمَكَان فَقَط وَلَعَلَّ جمعه بِاعْتِبَار نواحيه وأطرافه قَالَ النَّوَوِيّ وَأما عَرَفَات فحدها جَاوز وَادي عُرَنَة الى الْجبَال الْقَابِلَة مِمَّا يَلِي بساتين بن عَامر هَكَذَا نَص عَلَيْهِ الشَّافِعِي وَجَمِيع اصحابه وَنقل الازرقي عَن بن عَبَّاس انه قَالَ حد عَرَفَات من جبل المشرف على بطن عُرَنَة الى جبال عَرَفَات الى وصيق بِفَتْح الْوَاو وَكسر الصَّاد الْمُهْملَة وَآخره قَاف الى ملتقى وصيق وَادي عُرَنَة وَقيل فِي حَدهَا غير هَذَا مِمَّا هُوَ مقارب لَهُ انْتهى قَوْله وكل الْمزْدَلِفَة موقف قَالَ النَّوَوِيّ الْمزْدَلِفَة فمعروفة سميت بذلك من التزلف والازدلاف وَهُوَ التَّقَرُّب لِأَن الْحجَّاج إِذا افاضوا من عَرَفَات ازدلفوا إِلَيْهَا أَي مضوا إِلَيْهَا وتقربوا مِنْهَا وَقيل سميت بذلك لمجيئ إِلَيْهَا فِي زلف من اللَّيْل أَي سَاعَات وَتسَمى جمعا لِاجْتِمَاع النَّاس فِيهَا وَأعلم ان الْمزْدَلِفَة كلهَا من الْحرم قَالَ الْأَزْرَقِيّ فِي تَارِيخ مَكَّة وَالْمَاوَرْدِيّ وأصحابنا فِي كتب الْمَذْهَب وَغَيرهم حد مُزْدَلِفَة مَا بَين مازمي عَرَفَة ووادي محسر وَلَيْسَ الحدان مِنْهَا وَيدخل فِي الْمزْدَلِفَة جَمِيع تِلْكَ الشعاب والحبال الدَّاخِلَة فِي الْحَد الْمَذْكُور انْتهى هَكَذَا فِي الشُّرُوح (فَخر)

قَوْله

[٣٠٤٩] لَا حرج اعْلَم ان افعال الْحَج يَوْم النَّحْر أَرْبَعَة الرَّمْي وَالذّبْح وَالْحلق وَالطّواف وَاخْتلفُوا فِي ان هَذَا التَّرْتِيب سنة أَو وَاجِب فَذهب جمَاعَة وَمِنْهُم الامام أَبُو حنيفَة وَمَالك الى الْوُجُوب وَقَالُوا المُرَاد بِنَفْي الْحَرج رفع الْإِثْم للْجَهْل وَالنِّسْيَان لَكِن الدَّم وَاجِب وَقَالَ الطَّيِّبِيّ ان بن عَبَّاس روى مثل هَذَا الحَدِيث وَأوجب الدَّم فلولا انه فهم ذَلِك وَعلم انه المُرَاد لما أَمر بِخِلَافِهِ لمعات

قَوْله

[٣٠٥٤] قد رما إِذا فرغ الخ لفظ قدر مَا بِصِيغَة الْمَاضِي أَي قدر مِقْدَار وَقت إِذا فرغ من رمى الْجمار صلى الظّهْر فِي مَسْجِد الْخيف وَأما بِصِيغَة الْمصدر وَكَانَ بِمحل الظّرْف من قَوْله يَرْمِي أَي يرْمى فِي وَقت لَو صَار الْفَرَاغ مِنْهُ لصار الْوَقْت وقتا مُعْتَادا لِلظهْرِ (إنْجَاح)

قَوْله ثَلَاث لَا يغل عَلَيْهِنَّ قلب مُؤمن الخ لَا يغل بِفَتْح الْيَاء وَضمّهَا وبكسر الْغَيْن فَالْأول من الغل الحقد وَالثَّانِي من الاغلال الْخِيَانَة الْمَعْنى ان الْمُؤمن لَا يخون فِي هَذِه الثَّلَاثَة وَلَا يدْخلهُ دغل يُزِيلهُ عَن الْحق حِين يفعل شَيْئا من ذَلِك وَقد مر الحَدِيث مَعَ بَيَانه (إنْجَاح)

قَوْله

[٣٠٥٦] وَلُزُوم جَمَاعَتهمْ أَي مُوَافقَة للْمُسلمين فِي الِاعْتِقَاد وَالْعَمَل الصَّالح من صَلَاة الْجُمُعَة وَالْجَمَاعَة وَغير ذَلِك قَوْله فَإِن دعوتهم الخ الْمَعْنى ان دَعْوَة الْمُسلمين قد احاطت بهم فتحر سهم عَن كيد الشَّيْطَان وَعَن الضَّلَالَة كَذَا فِي شرح المشكوة (إنْجَاح)

قَوْله

[٣٠٥٧] على نَاقَته المخضرمة أَي مَقْطُوعَة طرف الْإِذْن وَهِي العضبا أَي كوش بريده قَوْله الا واني مستنقذ اناسا ومستنقذ مني اناس الخ الأول بكسرالقاف وَالثَّانِي بِفَتْحِهَا من الاستنقاذ وَهُوَ التَّمْيِيز والتخليص عَمَّا وَقع فِيهِ أَي اني طَالب نجاة اناس بشفاعتي لتخليصهم ومستنقذ مني اناس أَي وهم يخلصون ويباعدون مني وَيحكم بهم الى النَّار وَهَذَا إِشَارَة الى من ارْتَدَّ من الْعَرَب فِي خلَافَة الصّديق رَضِي الله عَنهُ وَهَذَا الحَدِيث فِيهِ غرابة من جِهَة بعض الْأَلْفَاظ كَمَا أَشَارَ اليه الْمُؤلف والا فَهُوَ بِمَعْنَاهُ مروى من رِوَايَة الشَّيْخَيْنِ إنْجَاح حَاشِيَة صفحة ٢٢

قَوْله

<<  <   >  >>