للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[٣٥٧٥] لم يكن ثوب احب الخ قلت لِأَنَّهُ أَي الْقَمِيص اسْتُرْ الْأَعْضَاء وَلِأَنَّهُ أقل مُؤنَة واخف على الْبدن وَلَا بسه أَكثر تواضعا فَإِن قلت مَا روى الشَّيْخَانِ عَن أنس قَالَ كَانَ احب الثِّيَاب الى النَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ان يلبسهَا الْحبرَة يدل على اجية الْحبرَة وَحَدِيث الْكتاب يدل على اجية الْقَمِيص فَكيف التَّوْفِيق قلت ان المُرَاد ان الْقَمِيص من جملَة الاحب لَا ان الاجية منحصرة فِيهِ وَالْأولَى ان يُقَال ان اجية الْقَمِيص بِاعْتِبَار الصنع وَبِاعْتِبَار انه اسْتُرْ للاعضاء واجية الْحبرَة بِاعْتِبَار اللَّوْن لِأَنَّهُ رُبمَا يكون خضرًا وَورد انه كَانَ احب الألوان اليه الخضرة أَو بِاعْتِبَار الْجِنْس والحبرة من الْبرد مَا كَانَ موشيا مخططا وَقيل هِيَ نوع من برود الْيمن بخطوط حمر وَرُبمَا تكون بخضر أَو زرق (فَخر)

[٣٥٧٦] مَا اغربه بِصِيغَة التَّعَجُّب قلت ذكره الْمزي اخْرُج أَبُو دَاوُد فِي اللبَاس عَن هناد وَالنَّسَائِيّ فِي الزِّينَة عَن مُحَمَّد بن رفيع وَابْن ماجة فِي اللبَاس عَن أبي بكر بن أبي شيبَة ثَلَاثَتهمْ عَن حسن بن عَليّ الْجعْفِيّ فالغربة فِي الْحُسَيْن وَابْن رواد هُوَ عبد الْمجِيد بن عبد الْعَزِيز بن أبي رواد بِفَتْح الرَّاء وَتَشْديد الْوَاو وصدوق يُخطئ وَكَانَ مرجئا وافرط بن حبَان فَقَالَ مَتْرُوك فَزَاد فِي بن أبي رواد الغربة مَعَ الضعْف أَيْضا فَلهَذَا طعن فِيهِ أَبُو بكر وَالله اعْلَم (إنْجَاح)

قَوْله

[٣٥٧٧] يلبس قَمِيصًا قصير الْيَدَيْنِ أَي قصير الكمين وَكَانَ الى الرسغين كَمَا جَاءَ فِي الرِّوَايَة الْأُخْرَى وَالْمرَاد من الطول الْقَامَة (إنْجَاح)

قَوْله

[٣٥٨٨] من لبس الْحَرِير الخ قَالَ القري لبس الْحَرِير الْمَحْض حرَام فِي الْحَرْب وَغَيره وكما يكره فِي حق الْبَالِغ يكره الباس الصّبيان الْمَذْكُور أَيْضا وَيكون الْإِثْم على من البسهم وان كَانَ الثَّوْب سداه غير حَرِير وَلحمَته حَرِير يكره لبسه فِي غير الْحَرْب واما مَا كَانَ سداه حَرِيرًا وَلحمَته غير حَرِير جَازَ لبسه فِي كل حَال عِنْدهم وَقَالَ أَبُو حنيفَة رح لَا بَأْس بافتراش الْحَرِير وَالنَّوْم عَلَيْهَا وَكَذَا الوسائد والمرافق والبسط والستور مِنْهُ إِذا لم يكن فِيهَا تماثيل وَقَالا يكره جَمِيع ذَلِك وَحَاصِله ان النَّهْي مَحْمُول على التَّحْرِيم عِنْدهمَا وَعِنْده على التَّنْزِيه كَانَ الامام مَا حصل لَهُ دَلِيل قَطْعِيّ على كَون النَّهْي للتَّحْرِيم والنصوص فِي تَحْرِيم لبس الْحَرِير لَا يشْتَمل لِأَن الْقعُود على شَيْء لَا يُطلق عَلَيْهِ لبسه فَبِهَذَا حكم على التَّنْزِيه وَهَذَا من ورعه فِي الْفَتْوَى واما عمله بالتقوى فمشهود لَا يخفى انْتهى مُلَخصا

قَوْله رأى حلَّة سيراء فِي الْمَشَارِق الْحلَّة ثَوْبَان رِدَاء وازار سميا بذلك لِأَنَّهُ لَا يحل كل وَاحِد مِنْهُمَا على الاخر قَالَ فِي النِّهَايَة سيرا بِكَسْر سين وَفتح يَاء وَمد نوع من البرود يخالطه حَرِير كالسيور فَهُوَ فعلاء من السّير الْقد كَذَا يرْوى بِالصّفةِ وَقيل بِالْإِضَافَة وَشرح بالحرير الصافي بِمَعْنى حلَّة حَرِير انْتهى وَقَوله من لَا خلاق لَهُ الخلاق النَّصِيب قَالَ بن بطال يُرِيد انها لِبَاس الْكفَّار فِي الدُّنْيَا وَمن لَا حَظّ لَهُ فِي الْآخِرَة انْتهى

قَوْله

<<  <   >  >>