للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[٤١٧١] فصل صَلَاة مُودع أَي إِذا شرعت فِي الصَّلَاة فَأقبل الى الله بشر اشرك وودع غَيْرك لمناجاة رَبك قَوْله وَلَا تكلم بِكَلَام تعتذر مِنْهُ كِنَايَة عَن حفظ اللِّسَان عَمَّا يحْتَاج الْعذر واجمع الياس أَي اجْمَعْ رَأْيك على الْيَأْس من النَّاس وضمم عَلَيْهِ طيبي

[٤١٧٣] لَا يدْخل الْجنَّة الخ قَالَ النَّوَوِيّ قد اخْتلف فِي تَأْوِيله فَذكر الْخطابِيّ فِيهِ وَجْهَيْن أَحدهمَا ان المُرَاد التكبر عَن الْإِيمَان فصاحبه لَا يدْخل الْجنَّة أصلا إِذا مَاتَ عَلَيْهِ وَالثَّانِي انه لَا يكون فِي قلبه كبر حَال دُخُوله الْجنَّة كَمَا قَالَ الله عز وَجل وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورهمْ من غل وَهَذَانِ التأويلان فيهمَا بعد فَإِن هَذَا الحَدِيث ورد فِي سِيَاق النَّهْي عَن الْكبر الْمَعْرُوف وَهُوَ الِارْتفَاع على النَّاس احتقارهم وَدفع الْحق فَلَا يَنْبَغِي ان يحمل على هذَيْن التأولين المخرجين لَهُ عَن الْمَطْلُوب بل الظَّاهِر مَا اخْتَارَهُ القَاضِي عِيَاض وَغَيره من الْمُحَقِّقين انه لَا يدخلهَا دون مجازاة ان جازاه وَقيل هَذَا جَزَاؤُهُ لَو جازاه وَقد تكرم بِأَنَّهُ لَا يجازيه بل لَا بُد ان يدْخل كل الْمُوَحِّدين الْجنَّة اما اولا واما ثَانِيًا بعد تَعْذِيب أَصْحَاب الْكَبَائِر الَّذين مَاتُوا مصرين عَلَيْهَا وَقيل لَا يدخلهَا مَعَ الْمُتَّقِينَ أول وهلة واما قَوْله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا يدْخل النَّار الخ فَالْمُرَاد بِهِ دُخُول الْكفَّار وَهُوَ دُخُول الخلود انْتهى قلت وحبة من خَرْدَل من ايمان مثل فِي الْقلَّة لَا فِي الْوَزْن لِأَن الْإِيمَان مجسم (فَخر)

قَوْله

[٤١٧٤] الْكِبْرِيَاء رِدَائي الخ قَالَ فِي النِّهَايَة ضربا مثلا فِي انْفِرَاده بِصفة المعظمة والكبرياء أَي ليستا كَسَائِر الصِّفَات الَّتِي قد يَتَّصِف بهَا غَيره مجَازًا كالرحمة وَالْكَرم كَمَا لَا يُشَارك فِي ازار أحد وردائه اخر انْتهى وَقَالَ الطَّيِّبِيّ قَوْله الْكِبْرِيَاء رِدَائي هُوَ العظمة وَالْملك وَقيل كَمَال الذَّات وَكَمَال الْوُجُود وَلَا يُوصف بهما الا الله انْتهى

قَوْله

[٣١٨١] ان لكل دين خلقا قَالَ فِي النِّهَايَة هُوَ بِضَم لَام وسكونها الديدن والطبع والسجية حَقِيقَته انه لصورة الْإِنْسَان الْبَاطِنَة وَهِي نَفسه وأوصافها ومعانيها المختصة بهَا بِمَنْزِلَة الْخلق لصورته الظَّاهِرَة واوصافها ومعانيها وَلَهُمَا أَوْصَاف حَسَنَة وقبيحة وَالثَّوَاب وَالْعِقَاب يتعلقان بأوصاف الصُّورَة بالطنة أَكثر مِمَّا يتعلقان بأوصاف الصُّورَة الظَّاهِرَة وَلذَا تكَرر مدح حسن الْخلق وذم سوءها فِي الْأَحَادِيث انْتهى قَوْله خلق الْإِسْلَام الْحيَاء أَي الْغَالِب على أهل كل دين سجية سوى الْحيَاء وَالْغَالِب على ديننَا الْحيَاء لِأَنَّهُ متمم لمكارم الْأَخْلَاق الَّتِي بعثت بهَا قَالَه النَّوَوِيّ

قَوْله

[٤١٨٣] ان مِمَّا أدْرك النَّاس الخ قَالَ الْكرْمَانِي النَّاس بِالرَّفْع أَي مِمَّا أدْركهُ النَّاس أَو بِالنّصب أَي مِمَّا بلغ النَّاس قَوْله من كَلَام النُّبُوَّة الأولى أَي مِمَّا اتّفق عَلَيْهِ الْأَنْبِيَاء وَلم ينْسَخ فِي شَرِيعَة لِأَنَّهُ أمرا طبقت الْعُقُول على حسنه والشرطية اسْم لِأَن بِتَقْدِير القَوْل أَو خَبره بِتَأْوِيل من للبعضية واصنع أَمر بِمَعْنى الْخَبَر أَو أَمر تهذيد أَي اصْنَع مَا شِئْت فَإِن الله مجزيك أَو مَعْنَاهُ انْظُر الى مَا تُرِيدُ فعله فَإِن كَانَ مِمَّا لَا يستحي مِنْهُ فافعله والا فَدَعْهُ أَو انك إِذا لم تَسْتَحي من الله بِأَن كَانَ ذَلِك مِمَّا يحب ان لَا يستحيي مِنْهُ بِحَسب الدّين فافعله أَو هُوَ لبَيَان فَضِيلَة الْحيَاء يَعْنِي لما لم يجز صنع مَا شِئْت لم يجز ترك الْحيَاء انْتهى وَقَالَ الطَّيِّبِيّ وَقيد النُّبُوَّة بِالْأولَى أشعارا باستحسان اولهم واخرهم واصنع اما بِمَعْنى الْخَبَر أَي إِذا لم يمنعك الْحيَاء فعلت مَا تَدْعُو اليه نَفسك من الْقَبِيح أَو بِمَعْنى ان أَرَادَ ان يعْمل الْخَيْر فيدعه حَيَاء من النَّاس كَأَنَّهُ يخَاف مَذْهَب الرِّيَاء فَلَا يمنعك الْحيَاء من الْمُضِيّ لما أردْت وَهَذَا نَحْو إِذا جَاءَ الشَّيْطَان وَأَنت تصلي فَقَالَ انك ترائي فَرده انْتهى إِذا لم تَسْتَحي فَاصْنَعْ مَا شِئْت يُقَال استحيي يستحي واستحى ويستحى وَالْأول على وَأكْثر أَي إِذا لم تَسْتَحي من الْعَيْب وَلم تخش الْعَار مِمَّا تَفْعَلهُ فافعل مَا تحدثك بِهِ نَفسك من أغراضها حسنا أَو قبيحا فَاصْنَعْ للتهديد وَفِيه اشعار بَان الرادع عَن الْمسَاوِي هُوَ الْحيَاء فإا انخلع عَنهُ كَانَ كالمأمور بارتكاب كل ضَلَالَة انْتهى

قَوْله

[٤١٨٤] وَالْبذَاء من الْجفَاء الْبذاء بِالْمدِّ وَفتح الْمُوَحدَة الْفُحْش فِي القَوْل (إنْجَاح)

قَوْله

[٤١٨٥] الا شَأْنه أَي عابه من الشين بِالْفَتْح وَهُوَ الْعَيْب أَي لَو قدر أَي كَونه فِي شَيْء مَا حَتَّى الجماد عابه وَجعله قبيحا كَذَا فِي الْمجمع وزانه بِمَعْنى زِينَة أَي جعله متزينا فِي الْقَامُوس زانه وازانه وزينه وازينه فتزين هُوَ انْتهى (إنْجَاح)

قَوْله

<<  <   >  >>