[٧١٨] فَقولُوا مثل قَوْله عَام مَخْصُوص بِحَدِيث عمر أَنه يَقُول فِي الحيعلتين لَا حول وَلَا قُوَّة الا بِاللَّه اعْلَم انه يسْتَحبّ للسامع إِذا اذن الْمُؤَذّن ان يَقُول مثل قَوْله الا فِي الحيعلتين فَإِنَّهُ يَقُول لَا حول وَلَا قُوَّة الا بِاللَّه وَإِذا أَقَامَ يَقُول مثل قَوْله الا انه يَقُول فِي لفظ الْإِقَامَة اقامها الله وادامها وَإِذا ثوب فَيَقُول فِي اذان الْفجْر الصَّلَاة خير من النّوم يَقُول صدقت وبررت وبالحق نطقت كَذَا سَمِعت من شَيخنَا مَوْلَانَا رشيد أَحْمد طيب الله ثراه (فَخر)
قَوْله فَقولُوا مثل قَوْله قَالَ الشَّيْخ واجابه الْمُؤَذّن وَاجِبَة وَيكرهُ التَّكَلُّم عِنْد الْأَذَان وَلَو تعدد المؤذنون فِي مَسْجِد وَاحِد فالحرمة للْأولِ وَلَو سمع الْأَذَان من جِهَات وَجب عَلَيْهِ إِجَابَة مُؤذن مَسْجده وَلَو كَانَ فِي الْمَسْجِد لَا يجب وَلم يكن آثِما لحُصُول الفعلية انْتهى لمعات
[٧٢٤] الْمُؤَذّن يغْفر لَهُ مد صَوته قَالَ فِي النِّهَايَة الْمَدّ الْقدر يُرِيد بِهِ قدر الذُّنُوب أَي يغْفر لَهُ ذَلِك الى مُنْتَهى صَوته وَهُوَ تَمْثِيل لسعة الْمَغْفِرَة نَحْو لَو لقيتني بقراب الأَرْض خَطَايَا لقيتك بهَا مغْفرَة وَيرى مدى صَوته والمدى الْغَايَة أَي يستكمل مغْفرَة الله إِذا اسْتَنْفَذَ وَسعه فِي رفع صَوته فَبلغ الْغَايَة فِي الْمَغْفِرَة إِذا بلغ الْغَايَة فِي صَوته وَقيل هُوَ تَمْثِيل أَرَادَ مَكَانا يَنْتَهِي اليه الصَّوْت لَو قدر أَن يكون بَين اقصاه وَبَين الْمُؤَذّن ذنُوب تملأ تِلْكَ الْمسَافَة لغفرها الله مِصْبَاح الزجاجة
قَوْله
[٧٢٥] المؤذنون أطول النَّاس اعناقا قَالَ فِي النِّهَايَة أَي أَكثر اعمالا يُقَال لفُلَان عنق من الْخَيْر أَي قِطْعَة وَقيل أَرَادَ طول الرّقاب لِأَن النَّاس يَوْمئِذٍ فِي الكرب وهم متطلعون لِأَن يُؤذن لَهُم فِي دُخُول الْجنَّة وَقيل أَرَادَ انهم يكونُونَ يَوْمئِذٍ رُؤَسَاء سادة وَالْعرب تصف السَّادة بطول الاعناق وروى أطول اعناقا بِكَسْر الْهمزَة أَي أَكثر اسراعا وَأعجل الى الْجنَّة يُقَال أعنق يعنق اعناقا فَهُوَ معنق وَالِاسْم الْعُنُق بِالتَّحْرِيكِ وَفِي سنَن الْبَيْهَقِيّ من طَرِيق أبي بكر بن أبي دَاوُد سَمِعت أبي يَقُول لَيْسَ معنى الحَدِيث ان اعناقهم تطول بل معنى ذَلِك ان النَّاس يعطشون يَوْم الْقِيَامَة فَإِذا عَطش الْإِنْسَان انطوت عُنُقه والمؤذنون لَا يعطشون فاعناقهم قَائِمَة (زجاجة)
قَوْله
[٧٢٨] من اذن ثِنْتَيْ عشرَة سنة الخ وَلَا تعَارض فِيهِ بِالْحَدِيثِ السَّابِق لِأَن الزِّيَادَة لَا تنافى الْقلَّة وَيحْتَمل ان يُرَاد بهما كَثْرَة التأذين فَحِينَئِذٍ يكون الْعبْرَة بِمَفْهُوم الْعدَد أَو يكون الْفرق بِحَسب اخلاص النِّيَّة جدا ولغيرها فَمن اذن سبع سِنِين بالإخلاص الْكَامِل كتب لَهُ بَرَاءَة من النَّار وَمن ثَبت نِيَّته فِي الْجُمْلَة تكون لَهُ فِي ثِنْتَيْ عشرَة سنة وَالله اعْلَم (إنْجَاح)
قَوْله وَمن اذن ثِنْتَيْ عشرَة الخ قَالَ القَاضِي جلال الدّين البُلْقِينِيّ سُئِلت عَن الْحِكْمَة فِي ذَلِك فَظهر لي فِي الْجَواب ان الْعُمر الْأَقْصَى مائَة وَعِشْرُونَ سنة والاثنى عشرَة عشر هَذَا الْعُمر وَمن سنة الله تَعَالَى أَن الْعشْر يقوم مقَام الْكل كَمَا قَالَ الله تَعَالَى من جَاءَ بِالْحَسَنَة فَلهُ عشر امثالها وكما قَالَ الطَّبَرَانِيّ فِي إِيجَاب الْعشْر فِي العشرات إِذا دَفعه بِمَنْزِلَة من تصدق بِكُل الْعشْر وَكَانَ هَذَا يصدق بِالدُّعَاءِ الى الله تَعَالَى بِكُل عمره لَو عَاشَ هَذَا الْقدر الَّذِي هَذَا عشره فَكيف إِذا كَانَ دونه وَأما حَدِيث من اذن سبع سِنِين فَإِنَّهَا عشر الْعُمر الْغَالِب (زجاجة)
قَوْله
[٧٢٩] فَأمر بِلَال الخ فِيهِ حجَّة للشَّافِعِيّ وَلنَا مَا روى بن أبي شيبَة بِسَنَد رِجَاله رجال الصَّحِيحَيْنِ ان عبد الله بن زيد الْأنْصَارِيّ جَاءَ الى النَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ يَا رَسُول الله رَأَيْت فِي الْمَنَام كَانَ رجلا قَامَ وَعَلِيهِ بردَان اخضران فَأَقَامَ على حَائِط فَأذن مثنى مثنى وَأقَام مثنى مثنى وَقَالَ الطَّحَاوِيّ فَأذن مثنى وَأقَام مثنى وَالْجَوَاب عَن الْأَمر بالايتار بهَا أَنه من بَاب الِاخْتِصَار فِي بعض الْأَحْوَال تَعْلِيما للْجُوَاز لَا يسمتر سنة بِدَلِيل مَا روى الطَّحَاوِيّ وَابْن الْجَوْزِيّ ان بِلَالًا كَانَ يثني الْإِقَامَة الى ان مَاتَ كَذَا فِي الْبُرْهَان شرح مواهب الرَّحْمَن
قَوْله
[٧٣٣] فقد عصى الخ قَالَ الطَّيِّبِيّ وَأما للتفصيل حَتَّى يَقْتَضِي شَيْئَيْنِ فَصَاعِدا وَالْمعْنَى اما من ثَبت فِي الْمَسْجِد وَأقَام للصَّلَاة فِيهِ فقد أطَاع أَبَا الْقَاسِم وَأما هَذَا فقد عصى
قَوْله
[٧٣٤] فَهُوَ مُنَافِق أَي مُنَافِق فِي الْعَمَل لَا فِي الْإِيمَان فَإِن عمله يشبه عمل الْمُنَافِقين قَالَ جلّ ذكره إِذا قَامُوا الى الصَّلَاة قَامُوا كسَالَى (إنْجَاح)
قَوْله