[٤٣] من يَعش الخ قد وَقع كَمَا قَالَ عَلَيْهِ السَّلَام وَاخْتِلَاف كثير بَين الصَّحَابَة وَكَذَلِكَ الحروب الْوَاقِعَة بَينهم بِسَبَب الِاخْتِلَاف كحرب الْجمل والصفين وَغَيرهمَا وَكَذَلِكَ حروب الْخَوَارِج وَالرَّوَافِض فِي زمنهم واما الِاخْتِلَاف بخلافة الصّديق رَضِي الله عَنهُ فَزَالَ بِحَمْد الله تَعَالَى لاجماعهم وتوافقهم عَلَيْهَا (إنْجَاح)
قَوْله كَالْجمَلِ الْأنف انف ككتف تَعْبِير اشْتَكَى انه من الْبرة كَذَا فِي الْقَامُوس فَالظَّاهِر من شَأْن الْبَعِير إِذا كَانَ فِي تِلْكَ الْحَالة أَنه يُطِيع صَاحبه حَيْثُ مَا قَادَهُ فالمؤمن تَحت أوَامِر الله ونواهييه منقاد ومطاع انجاح كَانَ هَذَا من حَدِيث أبي الْحسن الْقطَّان فَإِنَّهُ لم يذكرهُ فِي الْأَطْرَاف وَلَيْسَ فِي كتب أَسمَاء الرِّجَال ذكر لمُحَمد بن عَبدك من خطّ شَيْخه وَيَعْنِي عبد الله بن سَالم الْبَصْرِيّ
[٤٥] كَانَ الخ الْإِنْذَار التخويف وَهَذَا النَّوْع من الْإِنْذَار ابلغ فِي انزجار الْقُلُوب كَمَا أَن من شَأْن الْوَعْظ والنصيحة التسامح (إنْجَاح)
قَوْله بعثت أَنا الخ انما قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَلِك لِأَن وجوده الشريف الْعَلامَة الأولى للساعة فبعدها عَلَامَات أخر وَلَيْسَ بَينه وَبَين السَّاعَة أمة سوى أمته فَإِذا هلك أمته قَامَت الْقِيَامَة (إنْجَاح الْحَاجة)
قَوْله اَوْ ضيَاعًا أَي عيالا سمى ضيَاعًا لخوف هلاكهم وضياعهم فعلي أَي عَليّ اداءه ان كَانَ دينا والى نَفَقَة عِيَاله ان كَانَ عيالا (إنْجَاح الْحَاجة)
قَوْله
[٤٦] هما اثْنَتَانِ أَي انما هما خصلتان اثْنَتَانِ فَإِن المرأ إِذا اقْتدى بهما حسن إِسْلَامه (إنْجَاح)
قَوْله شَرّ الْأُمُور الخ قَالَ فِي النِّهَايَة جمع محدثه بِالْفَتْح وَهِي مَا لم يكن مَعْرُوفا فِي كتاب وَلَا سنة وَلَا إِجْمَاع وَقَالَ الطَّيِّبِيّ روى شَرّ بِالنّصب عطفا على اسْم أَن وبالرفع عطفا على مَحل ان مَعَ اسْمهَا (زجاجة)
قَوْله وكل بِدعَة ضَلَالَة وَقَالَ فِي النِّهَايَة الْبِدْعَة بدعتان بِدعَة هدى وبدعة ضلال فَمَا كَانَ فِي خلاف مَا أَمر الله وَرَسُوله فَهُوَ فِي حيّز اللَّذَّة والانكار وَمَا كَانَ وَاقعا تَحت عُمُوم مَا ندب الله اليه وحض أَو رَسُوله فَهُوَ فِي حيّز الْمَدْح وَمَا لم يكن لَهُ مِثَال مَوْجُود كنوع الْجُود والسخاء وَفعل الْمَعْرُوف فَهُوَ من الْأَفْعَال المحمودة وَلَا يجوز أَن يكون ذَلِك فِي خلاف مَا ورد الشَّرْع بِهِ لِأَن النَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قد جعل لَهُ فِي ذَلِك ثَوابًا فَقَالَ من سنّ سنة حَسَنَة فَلهُ اجرها واجر من عمل بهَا وَقَالَ فِي ضدها من سنّ سنة سَيِّئَة فَعَلَيهِ وزرها ووزر من عمل بهَا وَذَلِكَ إِذا كَانَ فِي خلاف مَا أَمر الله وَرَسُوله وَمن هَذَا النَّوْع قَول عمر رَضِي الله عَنهُ فِي التَّرَاوِيح نعمت الْبِدْعَة وَهَذِه لما كَانَت من افعال الْخَيْر وداخلة فِي حيّز الْمَدْح سَمَّاهَا بِدعَة ومدحها لِأَن النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام لم يسنها لَهُم وانما صلاهَا ليَالِي ثمَّ تَركهَا وَلم يحافظ عَلَيْهَا وَلَا جمع النَّاس لَهَا وَمَا كَانَت فِي زمن أبي بكر وَإِنَّمَا جمع عمر النَّاس عَلَيْهَا وندبهم إِلَيْهَا فَبِهَذَا سَمَّاهَا بِدعَة وَهِي على الْحَقِيقَة سنة لقَوْله عَلَيْهِ السَّلَام عَلَيْكُم بِسنتي وَسنة الْخُلَفَاء الرَّاشِدين من بعدِي وَقَوله اقتدوا بالذين من بعدِي أبي بكر وَعمر وَعلي التَّأْوِيل يحمل قَوْله كل محدثة بِدعَة وَإِنَّمَا يُرِيد مِنْهَا مَا خَالف أصُول الشَّرِيعَة وَلم يُوَافق لسنة وَأكْثر مَا يسْتَعْمل الْبِدْعَة عرفا الذَّم انْتهى وَقَالَ النَّوَوِيّ قَوْله وكل بِدعَة ضَلَالَة عَام مَخْصُوص كَقَوْلِه تَعَالَى تدمر كل شَيْء وَقَوله وَأُوتِيت من كل شَيْء وَالْمرَاد بهَا غَالب الْبدع والبدعة كل شَيْء عمل على غير مِثَال سَابق وَفِي الشَّرْع احداث مَا لم يكن فِي عهد رَسُول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ الامام أَبُو مُحَمَّد عبد الْعَزِيز بن عبد السَّلَام فِي أخر كتاب الْقَوَاعِد الْبِدْعَة مقسمة على خَمْسَة أَقسَام وَاجِبَة كالاشتغال بِعلم النَّحْو الَّذِي يفهم بِهِ كَلَام الله تَعَالَى وَكَلَام رَسُوله لَان حفظ الشَّرِيعَة وَاجِب وَلَا يَتَأَتَّى الا بذلك وَمَا لَا يتم الْوَاجِب الا بِهِ فَهُوَ وَاجِب وكحفظ غَرِيب
الْكتاب وَالسّنة وكتدوين أصُول الْفِقْه وَالْكَلَام فِي الْجرْح وَالتَّعْدِيل ونميز الصَّحِيح من السقيم ومحرمة كمذاهب الْقَدَرِيَّة والجبرية والمرجية والمجسمة وَالرَّدّ على هَؤُلَاءِ من الْبدع الْوَاجِبَة لِأَن حفظ الشَّرِيعَة من هَذِه الْبدع فرض كَافِيَة ومندوبة كأحداث الرَّبْط والمدارس وكل إِحْسَان لم يعْهَد فِي الْعَصْر الأول وكالتراويح وَالْكَلَام فِي دقائق التصوف وكجمع المحافل للاستدلال فِي الْمسَائِل ان قصد بذلك وَجه الله ومكروه كزخرفة الْمَسَاجِد وتزويق المصاحب ومباحة كالمصافحة عقيب الصُّبْح وَالْعصر والتوسع فِي لذيذ المأكل والمشارب والملابس والمساكن وتوسيع الأكمام (زجاجة)
قَوْله الا لَا يطولن الخ الامد الْمدَّة أَي لَا يلقين الشَّيْطَان فِي قُلُوبكُمْ طول الْبَقَاء فتقسوا أَي تغلظ قُلُوبكُمْ (إنْجَاح الْحَاجة)
قَوْله والسعيد الخ أَي السعيد من قبل النصحية بِسَبَب غَيره من فَوت الاقارب والاحباب (إنْجَاح)
قَوْله فان الْكَذِب الخ فِيهِ اشعار بِأَن من اختصل بخصال حميدة بِحَمْد بِمَحَامِد بليغة وَمن اختصل بخصال ردية يذم بقبائح شنيعة (إنْجَاح)
قَوْله
[٤٧] عناهم الله أَي قصدهم الله تَعَالَى وَفِي رِوَايَة إِذا رَأَيْت فالخطاب لعَائِشَة ذمّ وَإِذا كَانَ بِصِيغَة الْجمع فالخطاب بعامة النَّاس فاحذروهم أَي فاحذورا عَن صحابتهم ومجالستهم فَإِن مصاحبة أهل الْبِدْعَة مَمْنُوعَة (إنْجَاح)
قَوْله
[٤٩] أبي عبلة بِسُكُون الْمُوَحدَة اسْمه شمر بِكَسْر الْمُعْجَمَة كَذَا فِي التَّقْرِيب (إنْجَاح الْحَاجة)
قَوْله