[٩٣٦] استفتحت الخ أَي طلبت فتح الْبَاب عَن أهل بَيْتِي وَالسَّمَاء الْمَطَر لم تبل اسافل نعالنا كِنَايَة عَن قلَّة الْمَطَر كَانَ أَبَاهُ انكر عَلَيْهِ خُرُوجه للصَّلَاة فِي هَذِه اللَّيْلَة مُعَللا بِأَن رَسُول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رخص فِي عدم الْحُضُور للْجَمَاعَة بِسَبَب قَلِيل من الْمَطَر انجاح الْحَاجة صلوا فِي رحالكُمْ قَالَ فِي الْقَامُوس الرحل مركب للبعير كالراحول جمعه ارحال وارحل ومسكنك وَمَا تستصحبه من الاناث انْتهى وَالْمرَاد هَهُنَا الْمَعْنى الْأَوْسَط قَالَ بن الْهمام عَن أبي يُوسُف سَأَلت أَبَا حنيفَة عَن الْجَمَاعَة فِي طين وروغة أَي وَحل كَثِيرَة فَقَالَ لَا أحب تَركهَا وَقَالَ مُحَمَّد فِي الْمُوَطَّأ فِي الحَدِيث رخصَة مر
قَوْله
مَا يستر الْمُصَلِّي أَي مَا يصلح ستْرَة لَهُ من النَّاس وَالدَّوَاب فَإِن الْمُرُور بَين يَدَيْهِ مَمْنُوع انجاح قَالَ الْقَارِي وتكفي قدر ذِرَاع فِي غلظ أصْبع وَقَالَ النَّوَوِيّ قَالَ الْعلمَاء الْحِكْمَة فِي الستْرَة كف الْبَصَر عَمَّا وَرَاءَهَا وَمنع من يجتاز بِقُرْبِهِ قَالَ أَصْحَابنَا يَنْبَغِي أَن يدنو من الستْرَة وَلَا يزِيد على ثَلَاثَة أَذْرع وسترة الامام ستْرَة الْمَأْمُوم وَيجْعَل الستْرَة على حَاجِبه الْأَيْمن أَو الْأَيْسَر (مرقاة)
قَوْله
[٩٤٠] مثل مؤخرة الرحل قَالَ النَّوَوِيّ المؤخرة بِضَم الْمِيم وَكسر الْخَاء وهمزة سَاكِنة وَيُقَال بِفَتْح الْخَاء مَعَ فتح الْهمزَة وتشديدالخاء وَمَعَ اسكان الْهمزَة وَتَخْفِيف الْخَاء وَيُقَال آخِرَة الرحل بِهَمْزَة ممدودة وَكسر الْخَاء فَهَذَا أَربع لُغَات وَهِي الْعود الَّذِي فِي آخر الرحل وَفِي هَذَا الحَدِيث النّدب الى الستْرَة بَين يَدي الْمُصَلِّي وَبَيَان ان أقل الستْرَة مؤخرة الرحل وَهِي قدر عظم الذِّرَاع وَهُوَ نَحْو ثُلثي ذِرَاع وَيحصل بِأَيّ شَيْء أَقَامَهُ بَين يَدَيْهِ هَكَذَا وَشرط مَالك ان يكون فِي غلظ الرمْح قَالَ الْعلمَاء وَالْحكمَة فِي الستْرَة كف الْبَصَر عَمَّا وَرَاءَهَا وَمنع من يجتاز بِقُرْبِهِ وَاسْتدلَّ القَاضِي عِيَاض بِهَذَا الحَدِيث على أَن الْخط بَين يَدي الْمُصَلِّي لَا يَكْفِي قَالَ وان كَانَ قد جَاءَ بِهِ حَدِيث وَأخذ بِهِ أَحْمد رح فَهُوَ ضَعِيف وَاخْتلف فِيهِ فَقيل يكون مقوسا كَهَيئَةِ الْمِحْرَاب وَقيل قَائِما بَين يَدي الْمُصَلِّي الى الْقبْلَة وَقيل من جِهَة يَمِينه الى شِمَاله قَالَ وَلم ير مَالك وَلَا عَامَّة الْفُقَهَاء الْخط هَذَا كَلَام القَاضِي وَحَدِيث الْخط رَوَاهُ أَبُو دَاوُد وَفِيه ضعف واضطراب اخْتلف قَول الشَّافِعِي فِيهِ فاستحبه فِي سنَن حَرْمَلَة وَفِي الْقَدِيم ونفاه فِي الْبُوَيْطِيّ وَقَالَ جُمْهُور أَصْحَابه باستحبابه وَلَيْسَ فِي حَدِيث مؤخرة الرحل دَلِيل على بطلَان الْخط انْتهى
قَوْله
[٩٤٢] ويحتجره بِاللَّيْلِ أَي يَتَّخِذهُ حجرَة لنَفسِهِ وَكَانَ ذَلِك الْعَمَل فِي الِاعْتِكَاف غَالِبا كَمَا فِي الرِّوَايَة الْأُخْرَى فَإِن الْمُعْتَكف لَا بُد لَهُ من مَكَان مَخْصُوص يمنعهُ عَن المشاغل وَأما صلَاته بِاللَّيْلِ فِي غير الِاعْتِكَاف فَكَانَت غَالِبا فِي بَيته صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (إنْجَاح)
قَوْله
[٩٤٣] فليخط خطا قَالَ بن الْهمام وَأما الْخط فقد اخْتلفُوا حسب اخْتلَافهمْ فِي الْوَضع إِذا لم يكن مَعَه مَا يغرزه أَو يَضَعهُ فالمانع يَقُول لَا يحصل الْمَقْصُود بِهِ إِذْ لَا يظْهر من بعيد والمجيز يَقُول ورد الْأَثر بِهِ وَاخْتَارَ صَاحب الْهِدَايَة الأول وَالسّنة أولى بالاتباع مَعَ أَنه يظْهر فِي الْجُمْلَة إِذا الْمَقْصُود جمع الخاطر بربط الخيال بِهِ كَيْلا ينتشر انْتهى
قَوْله
[٩٤٤] لِأَن يقوم أَرْبَعِينَ المُرَاد من العددالتكثير والا فَالرِّوَايَة الْآتِيَة عَن أبي هُرَيْرَة معَارض لَهُ (إنْجَاح)
قَوْله لِأَن يقوم أَرْبَعِينَ قَالَ الْكرْمَانِي تَخْصِيص الْأَرْبَعين بِالذكر لكَون كَمَال طور الْإِنْسَان بالاربعين كالنطفة والمضغة والعلقة وَكَذَا بُلُوغ الاشد
قَوْله
[٩٤٨] هن اغلب أَي النِّسَاء تغلبن على الرِّجَال أَحْيَانًا بالتفاته قَالَ زَيْنَب لم تمْتَنع من الْمُضِيّ بِمَنْعه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ واخاها امْتنع فَمَا مر بَين يَدَيْهِ وَعمر وَزَيْنَب هَذَانِ ايتام سَلمَة ربيبا رَسُول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (إنْجَاح)
قَوْله
[٩٤٩] يقطع الصَّلَاة الخ اخْتلف الْعلمَاء فِي هَذَا فَقَالَ بَعضهم يقطع هَؤُلَاءِ الصَّلَاة قَالَ أَحْمد يقطعهَا الْكَلْب الْأسود وَفِي قلبِي من الْحمار وَالْمَرْأَة شَيْء وَجه قَوْله ان الْكَلْب لم يَجِيء فِي الترخيص فِيهِ شَيْء يُعَارض هَذَا الحَدِيث وَأما الْمَرْأَة فَفِيهَا حَدِيث عَائِشَة وَهُوَ أَن النَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُصَلِّي وَأَنا مُعْتَرضَة بَينه وَبَين الْقبْلَة الخ وَفِي الْحمار حَدِيث بن عَبَّاس وَهُوَ أَقبلت رَاكِبًا على أتان الى أَن قَالَ فمررت بَين يَدي الصَّفّ فَنزلت وَأرْسلت للأتان ترتع وَدخلت فِي الصَّفّ فَلم يُنكر عَليّ أحد وَقَالَ الْأَئِمَّة الثَّلَاثَة وَجُمْهُور الْعلمَاء من السّلف وَالْخلف لَا تبطل الصَّلَاة بمرور شَيْء من هَؤُلَاءِ وَلَا من غَيرهم وَقَالُوا هَذَا الحَدِيث على أَن المُرَاد بِالْقطعِ نقص الصَّلَاة لشغل الْقلب بِهَذِهِ الْأَشْيَاء وَلَيْسَ المُرَاد إِبْطَالهَا وَمِنْهُم من يدعى نسخه بِالْحَدِيثِ الاخر لَا يقطع صَلَاة الْمَرْء شَيْء وادراؤا مَا اسْتَطَعْتُم وهذاغير مرضِي لِأَن النّسخ لَا يُصَار اليه الا إِذا تعذر الْجمع بَين الْأَحَادِيث وتأويلها وَعلمنَا التَّارِيخ وَلَيْسَ هُنَا تَارِيخ وَلَا تعذر الْجمع والتأويل بل يتَأَوَّل على مَا ذَكرْنَاهُ مَعَ أَن حَدِيث لَا يقطع صَلَاة الْمَرْء شَيْء ضَعِيف قَالَه النَّوَوِيّ
قَوْله يقطع الصَّلَاة الخ فِي الْمعرفَة للبيهقي من طَرِيق حَرْمَلَة قَالَ سَمِعت الشَّافِعِي يَقُول فِي تَفْسِير هَذَا الحَدِيث يقطع عَن الذّكر والشغل بهَا والالتفات إِلَيْهَا لِأَنَّهَا تفْسد الصَّلَاة نَقله السُّيُوطِيّ فِي الزجاجة قَالَ الشَّيْخ وَإِنَّمَا خص هَذِه الثَّلَاثَة لشدَّة الشّغل فِي الْمَرْأَة وملازمة الشَّيَاطِين للحمار وغلظة النَّجَاسَة من الْكَلْب وَالْجُمْهُور من الصَّحَابَة وَمن بعدهمْ على أَنه لَا تقطع شَيْء مِمَّا يمر وَالْمرَاد من الْأَحَادِيث الْوَارِدَة الْمُبَالغَة فِي الْحَث على نصب الستْرَة انْتهى
قَوْله الْكَلْب الْأسود الشَّيْطَان قيل المُرَاد هُوَ الظَّاهِر فَإِن الشَّيَاطِين وَالْجِنّ يتشكلون بأشكال الافاعي وَالْكلاب كَمَا فِي الحَدِيث وَقيل تَشْبِيه الْكَلْب الْأسود بالشيطان لكَمَال خسته ودناءته وَكَثْرَة نَومه وَشدَّة ايذائه وَيسْتَعْمل مثل هَذَا الْكَلَام فِي المتنفرات طبعا كَمَا فِي قَوْله تَعَالَى كَأَنَّهُ رُؤُوس الشَّيَاطِين وَهَذِه لشدَّة التهويل وَالله أعلم (إنْجَاح)
قَوْله