من الإخلاص في النية وعليه أن يبادر أولاً إلى سماع السند العالي في بلده، ثم يرتحل إلى بلاد أخرى، ويعمل بفضائل الأعمال، ولا يطول على الشيخ في السماع حتى يضجره. ولا يستنكف أن يكتب عمن هو دونه في الرواية والدراية، إلى غير ذلك من الآداب المطلوبة من طالب الحديث.
[النوع الثلاثون: معرفة الإسناد العالي والنازل]
إذا كان رجال إسناد الحديث قليلين يسمى عالياً، وإذا كانوا كثيرين يسمى نازلاً، الإسناد العالي مرغوب فيه؛ لخلوه من العلل، وقل ما يكون الإسناد النازل خالياً من العلة. أما إذا كان رجال الحديث النازل ثقات أقوياء، ورجال الإسناد العالي دونهم فالنازل أولى وأقدم وأرغب فيه. والله أعلم.
[النوع الحادي والثلاثون: في معرفة الحديث المشهور]
الشهرة في الحديث أمر نسبي قد يكون الحديث مشهور في قطر أو بلد، ولا يكون مشهور في غيره. وقد يكون مشهوراً عند الفقهاء ولا يكون مشهوراً عند المحدثين وقد يكون بالعكس. وقد يكون متن الحديث مشهوراً على ألسنة الناس، ويكون سنده غريباً، أو لا يكون له أصل ولا سند، وقد يكون الحديث مشهوراً باعتبار سنده، يعني: