للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

كتب إليه معي بلغني أنك رويت عن عمك، عن عيسى بن يونس (١)، حديث عوف بن مالك (٢): "تفترق أمتي" (٣) وليس هذا من حديث عمك، ولا روى هذا


(١) عيسى بن يونس بن أبان الجزار الرملي، مضت ترجمته.
(٢) (ع) عوف بن مالك بن أبي عوف الأشجعي الغطفاني أبو عبد الرحمن ويقال أبو عبد الله، ويقال أبو محمد، ويقال أبو حماد، ويقال أبو عمر، وشهد فتح مكة، ويقال كانت معه راية أشجع، ثم سكن دمشق. روى عن النبي صلى الله عليه وسلم، وعن عبد الله بن سلام، توفي سنة ٧٣ هـ، انظر: تهذيب التهذيب، ج ٨/ ١٦٨، الإصابة، ج ٤/ ٧٤٢ - ٧٤٣.
(٣) رواه الخطيب في تاريخ بغداد، ج ١٣/ ٣٠٧، بسنده إلى نعيم بن حماد عن عيسى بن يونس عن حريز بن عثمان، عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير، عن أبيه عن عوف بن مالك، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "تفترق أمتي على بضع وسبعين فرقة، أعظمها فتنة على أمتي قوم يقيسون الأمور برأيهم فيحلون الحرام، ويحرمون الحلال" قال أبو زرعة الدمشقي: "قلت ليحيى بن معين في حديث نعيم هذا، وسألته عن صحته فأنكره، قلت من أين يؤتى قال: شبه له وسأل محمد بن علي بن حمزة المروزي يحيى بن معين عن هذا الحديث؟ قال: ليس له أصل. قلت: فنعيم بن حماد؟ قال: نعيم ثقة. قلت: كيف يحدث ثقة بباطل؟ قال: شبه له". ورواه الخطيب من طريق يعقوب بن سفيان عن نعيم أيضا، وروى بسنده إلى جعفر الفريابي أنه قال: أفادني أبو بكر الأعين في قطيعة الرببع سنة إحدى وثلاثين بحضرة أبي زرعة، وجمع كثير من رؤساء أصحاب الحديث حين أردت أن أخرج إلى سويد وقال لي: وقفه، وثبت منه هذا الحديث- هل سمع عيسى بن يونس؟ فقدمت على سويد، فسألته فقال: ثنا عيسى بن يونس، عن حريز بن عثمان، عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير، عن أبيه عن عوف بن مالك، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "تفترق هذه الأمة بضعاً وسبعين فرقة، شرها فرقة قوم يقيسون الرأي يستحلون به الحرام ويحرمون به الحلال" قال الفريابي: "وقفت سويداً عليه بعد أن حدثني ودار بيني وبينه كلام كثير" قال ابن عدي: "وهذا إنما يعرف بنعيم بن حماد، رواه عن عيسى بن يونس، فتكلم الناس فيه بجراه. ثم رواه رجل من أهل خراسان يقال له الحكم بن المبارك يكنى أبا صالح يقال له الخواشتي ويقال إنه لا بأس به، ثم سرقه قوما ضعفاء ممن يعرفون بسرقة الحديث، منهم عبد الوهاب بن الضحاك، والنضر بن طاهر، وثالثهم سويد الأنباري، وذكر رواكات أخرى للحديث منها عن نعيم" وقال: "ومن حديث أحمد بن عبد الرحمن بن وهب، عن عمه، ومن حديث محمد بن سلام، المنبجي، جميعاً عن عيسى- فقال: "أي عبد الغني بن سعيد الحافظ" كل من حدث به عن عيسى بن يونس غير نعيم بن حماد فإنما أخذه من نعيم، وبهذا الحديث سقط نعيم بن حماد عند كثير من أهل العلم بالحديث، إلا أن يحيى بن معين لم يكن بنسبه إلى الكذب، بل كان ينسبه إلى الوهم، فأما حديث ابن وهب فبليته من ابن أخيه، لامنه، لأن الله قد رفعه عن ادعاء مثل هذا، ولأن حمزة بن محمد حدثنى عن عليك الرازي إنه رأى هذا الحديث ملحقاً بخط طري في قنداق من قنادق ابن وهب، لما أخرجه إليه بحشل بن أخي بن وهب، وأما محمد بن صلاح فليس بحجة … " وقال ابن الجوزي في الموضوعات، ج ١/ ٢٦٨، بعد ذكره لبعض روايات الحديث وحكم عليها بالضعف بلفظ غيرهذا عن نعيم: "وهذا الحديث على هذا اللفظ لا أصل له، بلى .. قد رواه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم علي بن أبي طالب، وسعد بن أبي وقاص وابن عمر وأبو الدرداء ومعاوية وابن عباس وجابر وأبو هريرة وأبو إمامة وواثلة وعوف بن مالك وعمرو بن عون المزني، قالوا فيه: "واحدة في الجنة وهي الجماعة" وانظر: روايات وألفاظ الحديث وكلام الأئمة فيها في سنن أبي داود في أول كتاب السنة، ج ١٨/ ١١٦ - ١١٩، والترمذي في الجامع في أبواب الإيمان/ باب افتراق هذه الأمة، ج ٧/ ٣٩٧ - ٣٩٨، وابن ماجة في سننه، ج ٢/ ١٣٢٢، والحاكم في المستدرك، ج ٦/ ١، ١٢٨، ومجمع الزوائد، ج ١/ ١٨٩، وأبو نعبم في تاريخ أصبهان، ج ١/ ٢٨٦، اللالئ المصنوعة، ج ١/ ٢٤٨ - ٢٤٩، وتنزيه الشريعة، ج ١/ ٣١٠، والفتني في تذكرة الموضوعات، ص ١٥، الأسرير المرفوعة لملا علي القاري، ص ١٦١ - ١٦٢، والمقاصد الحسنة، ص ١٥٨، وكشف الخفاء، ج ١/ ٣٠٩ - ٣١٠، الفرق بين الفرق البغدادي، ص ٤ - ٨، المجروحين لابن حبان، ج ٢/ ٢٢٦، ميزان الاعتدال، ج ٢/ ٣٨٠، تهذيب التهذيب، ج ١٠/ ٤٦٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>