(٢) إبراهيم بن أورمة بن سياوش بن فروخ أبو إسحاق الحافظ المفيد الأصبهاني فاق أهل عصره في الحفظ والمعرفة، فأقام بالعراق بكتب أهل العراق والغرباء بفائدته، يروى عن عاصم بن النضر ومحمد بن بكار وعباس بن عبد العظيم ونصر بن علي، أصيب بكتبه أيام فتنة البصرة، فلم يخرج له كبير حديث، حدث عنه أبو داود السجستاني وعبد الله بن أحمد بن حنبل وغيرهما. قال عنه الدارقطنى: "إبراهيم بن أورمة الأصبهاني الحافظ ثقة نبيل" ت ٢٢٦ هـ، وكتب بالأصل (أرمة) والصواب ما أثبتناه انظر: تاريخ أصبهان ج ١/ ١٨٤ - ١٨٥، تاريخ بغداد ج ٦/ ٤٢ - ٤٤. (٣) أبو زرعة كغيره من أئمة الحديث يتكلمون على أهل الرأي. ولقد تضاربت الأقوال في معرفة الإمام أبي حنيفة رحمه الله بالحديث النبوي وإسناده له فذهب البعض إلى أنه أسند أحاديث قليلة كابن حبان وابن عدي، انظر: المجروحين لابن حبان ج ٣/ ٦٣ ط دار الوعي والكامل لابن عدي في ترجمة الإمام أبي حنيفة رحمه الله، وذهب البعض الآخر إلى أنه إمام في الحديث متشدد في الرواية، انظر: مقدمة ابن خلدون ص ٢٦٣، والميزان الكبرى ج ١/ ٦٨، وعده الذهبي من الحفاظ كما في التذكرة ج ١/ ١٦٨، ولم يصل الينا كتاب مدون في السنة النبوية من قبل الإمام أبي حنيفة رحمه الله فيكون فيه فصل الخطاب، وإنما وصلت الينا مسانيد كتبت بعده كالتي كتبها الحافظ أبو محمد الحارثي المتوفى سنة ٣٤٠ هـ وابن المقرئ محمد بن إبراهيم المتوفى سنة ٣١٨ هـ. وانتقده بعض الأئمة وعده من المرجئة كأبي زرعة الرازي وهذا الاختلاف والنقد يرجع إلى الاختلاف بين مدرسة أهل الحديث ومدرسة أهل الرأي في ذلك الوقت والله أعلم.