للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

أصحابنا يقال له أبو الحسين الأصبهاني، وكان من أصحاب الشافعي فصرت أنا وأبو الحسين الأصبهاني إلى ابن أخي ابن وهب بكتاب أبي حاتم فقرأه، وقال: "جزى الله أبا حاتم خيرا لقد نصح فوعظته أنا، وقلت له: هذا بحر بن نصر (١) قد رفعه الله بمقدار عشرة ألاف حديث عنده عن عمك، فاتق الله. فقال لي: ما حدثت بهذا الحديث قط، وأنا أعقله، وليس هذا الحديث من حديثي، ولا حديث عمي، وإنما وضعه لي أصحاب الحديث، ولست أعود إلى روايته حتى ألقى الله، وأنا تائب إلى الله أو نحو ما قال. فقلت له: ها هنا أحاديث، عن هذا. قال فاجمعها، وآتني بها حتى أرجع عنها، فما مضى بي إلا عام، وكنت على أن أعود إليه، ومعي ما ينكر من حديثه حتى أتاني قوم ثقات من أصحابنا فحدثوني أنهم شهدوه في ذلك اليوم يحدث بحديث عيسى بن يونس الذي قال له ما قال، عن عمه، فقصدت الرجل الذي قيل له أنه قرأ عليه الحديث، وكان جرجاني صديق لي فقلت له ابن أخي ابن وهب قرأ عليك حديث عيسى بن يونس؟ فقال لي: نعم أخذ مني درهمين، وقرأه علي.

شهدت أبا زرعة ذكر إسماعيل بن هود الواسطي (٢)، فأساء الثناء عليه جدا، وقال: حضرته يحدث، وسئل عن (٣) أحسب ذكر أنه حفظ فيها، عن التابعين، أو عن من فوقهم، فسئل إسماعيل عنها، فقال: حدثنا الجوزجاني (٤)، عن أبي يوسف (٥)، عن أبي حنيفة، منها بكذا وكذا.


(١) بحر بن نصر بن سابق الخولاني، مولاهم المصري، مضت ترجمته.
(٢) إسماعيل بن إبراهيم بن هود الواسطي، أبو إبراهيم الضرير، روى عن يزيد بن هارون، قال ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل ج ١/ ق ١/ ١٥٧ - ١٥٨: "وانتهى أبو زرعة افي مسند ابن عمر إلى حديث لإسماعيل بن إبراهيم بن هود فقال: اضربوا عليه ولم يقره" واكتفى ابن حجر في لسان الميزان ج ١/ ٣٩١: "فضرب أبو زرعة على حديثه".
(٣) فراغ بالأصل، وكتب الناسخ بين السطرين كلمة بخط دقيق غير واضحة. ولعله أراد بها (مسألة) أو نحوها، والله أعلم.
(٤) إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني السعدي، مضت ترجمته.
(٥) يعقوب بن إبراهيم صاحب أبي حنيفة الإمام، رحمه الله، مضت ترجمته.

<<  <  ج: ص:  >  >>