للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

وحضرت أبا زرعة، وهو يقرأ على رجل من أهل طوس، وكان الرجل يسأله (١)، فيقول سعيد بن أسد (٢)، عن فلان، فيقرأ عليه. فقال له أبو زرعة: إذا سألت فقل حديث عائشة، عن النبي صلى الله عليه وسلم، في كذا وكذا، وحديث النبي صلى الله عليه وسلم في كذا وكذا، فجعل الرجل يسأل (٣) كما كان يسأل فقال: "الله المستعان أنا أجهد أن أجعلك من أصحاب الحديث، وأنت تأبى إلا أن تمضي على علاتك".

قلت لأبي زرعة: إذا سمعتك تذاكر بالشيء، عن بعض المشيخة قد سمعته من غيرك فأقول: حدثنا أبو زرعة، وفلان، وإنما ذاكرتني أنت بالمعنى، والإسناد؟ فقال: أرجو. قلت فإن كان حديثا طويلاً؟ قال: فهذا أضيق. قلت: فإن قلت؟ حدثنا فلان، وأبو زرعة نحوه، فسكت (٤).

سمعت أبا زرعة يقول: قال فضيل بن عياض (٥): "لا يخلص لأصحاب الحديث حج، وسفيان بن عيينة حي".

قال أبو زرعة: لا أعلم أنه صح لي رباط يوم قط، اما ببيروت (٦)، فأردنا


(١) بالأصل هكذا (يسئله).
(٢) سعيد بن أسد بن موسى المصري، مضت ترجمته.
(٣) بالأصل هكذا (يسئل) وكذا التي بعدها.
(٤) (خ م دت س) فضيل بن عياض بن مسعود بن بشر التميمي اليربوعي أبو علي الزاهد الخراساني، روى عن الأعمش وغيره، وعنه الثوري وهو من شيوخه وابن عيينة وابن المبارك وغيرهم. قال العجلي: "كوفي ثقة متعبد رجل صالح سكن مكة"، قال النسائي: "ثقة مأمون رجل صالح"، توفي سنة ١٨٦ أو ١٨٧ هـ انظر: تهذيب التهذيب، ج ٤/ ٢٩٨ - ٢٩٧.
(٥) هذا الخبر رواه الخطيب البغدادي في كتاب الكفاية في علم الرواية، ص ٣١٧، بسنده إلى البرذعي. في نهاية باب ذكر من كان يذهب إلى (جازة الرواية على المعنى من السلف وسياق بعض أخبارهم في ذلك.
(٦) بيروت: بالفتح ثم السكون، وضم الراء، وسكون الواو، والتاء فوقها نقطتان مدينة مشهورة على ساحل بحر الشام تعد من أعمال دمشق، بينها وبين صيداء ثلاثة فراسخ. انظر: البلدان في مادة (بيروت).

<<  <  ج: ص:  >  >>