للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال الشاعر:

وإنني لأرى من لا حياء له ولا ... أمانة وسط القوم عريانا (١)

وقد جاءت الشريعة الإسلامية لتحث على الأمانة بمفهومها الواسع؛ فهي تشمل الدين كله عبادات ومعاملات, وفضائل خلقية واجتماعية, وهذا المفهوم تميز به الدين الإسلامي الحنيف, وجاء في الذكر الحكيم: {إِنَّا عَرَضْنَا الأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً} (٢) .

فمن حافظ على الأمانة سلم, ومن أدّاها غنم, فإذا طلبت الخير فاطلبه في أداء الأمانة, وإذا عملت البر فتحر فيه أداء الأمانة, وإذا أردت العز فالزم في سلوكك الأمانة, وأدِّ في مسئوليتك الأمانة, وتعامل مع أهل الصدق والأمانة تفز بفضل الله ورضوانه, فمن لزم الأمانة صلحت أعماله, واستقامت أحواله, واحتاط لنفسه, ومن أدى الأمانة أطاع ربه وصلح أمره, وكان بعيبه بصيراً, ولم تفسد الشهوة دينه, ولم تزل الشبهة يقينه, وفي الأمانة حفظ للكرامة, وأساس للتقوى, وحرز يقي الانزلاق في المعاصي, ويبعد الإنسان عن المخازي, فالزم الأمانة تلزمك الاستقامة, فمن ضيع الأمانة ضاع, وسقط في وحل الخيانة, فلا تتضجر من حفظها وأدائها, ولا تفرط فيها تفرط في حق نفسك, فإن من زرع خيراً حصد أجراً, واستفاد شكراً, ومن وقع في الخيانة عرض نفسه للمهانة, ومن ضيع ذمة اكتسب مذمة.


(١) - ورد هذا البيت في الموسوعة الشعرية ص١٦٢ من غير نسبة إلى شاعر معين وأورده الماوردي أيضا في أدب الدنيا والدين ص٢٥٨.
(٢) - سورة الأحزاب الآية (٧٢) .

<<  <  ج: ص:  >  >>