قوله في رواية ابن السرح:(المجنون المغلوب على عقله) ، يظهر أن المغلوب على عقله بيان للمجنون أو تأكيد، وفيه إشارة إلى أن العقل حاصل ولكن غلب عليه، وهو أولى من قول الفقهاء: إنه يزيل العقل. والعقل صفة غريزية في الإنسان، لكن يطرأ لها فساد، فسمى الفقهاء ذلك زوالا، وما أشار إليه الحديث هو الصواب.
[الوجه السابع والثلاثون]
في حديث عائشة الذي رواه ابن ماجه:(رفع القلم عن ثلاثة؛ عن النائم حتى يستيقظ، وعن الصغير حتى يكبر، وعن المجنون حتى يعقل - أو يفيق - قال أبو بكر في حديثه: (وعن المبتلى حتى يبرأ) . وهذه يتوهم: ان هذه زيادة على الثلاثة، وليس كذلك، بل مقصودا ابن ماجه أن أبا بكر ابن أبي شيبة قال بدل:(المجنون حتى يعقل - أو يفيق -) ، (المبتلى حتى يبرأ) ، وغير أبي بكر من شيوخ ابن ماجه قال:(المجنون حتى يعقل - أو يفيق -) والمعنى واحد، وهم ثلاثة في كل رواية.