للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وعن أنس بن مالك عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "ما من مسلم يغرس غرسًا، أو يزرع زرعًا، فيأكل منه طير، أو إنسان، أو بهيمة، إلا كان له به صدقة" ١.

جهاد النبي -صلى الله عليه وسلم- للحصول على الأرض:

مكث الرسول -صلى الله عليه وسلم- في مكة المكرمة أكثر من عقد من الزمن، يجاهد لنشر الدعوة فيها واعتناق أهلها الإسلام، فأبوا، فحاول مع أهل الطائف، فرضوا، فلم يكوّن مجتمعًا، لأنه لم يجد الأرض حتى استجاب أهل يثرب لدعوته، وتفاوض معهم عند العقبة بمكة في سنتين متتاليتين.

وأفضى التفاوض إلى طلبهم هجرته إليهم، فوافقهم بعد مبايعتهم إياه على الإسلام، وتعهدهم بحمايته.

تكوين المجتمع المسلم بالمدينة:

هاجر النبي -صلى الله عليه وسلم- وصحابته إلى يثرب، ومكنه أهلها حسب تعهدهم السابق من الأرض، فبنى مسجد قباء، ثم المسجد النبوي الشريف، وآخى بين المهاجرين والأنصار، وسن دستورًا لضمان حقوق كل السكان من المسلمين وغيرهم، فكون بذلك المجتمع المسلم بالمدينة.

ولتوسيعه أوجب عليه الصلاة والسلام على المسلمين الهجرة إلى المدينة إلى حين فتح مكة. فلما فتحت صارت أرضًا مسلمة.

عن ابن عباس، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم: "لا هجرة بعد الفتح، ولكن جهاد ونية، وإذا استنفرتم فانفروا" ٢.

فهذا الحديث أنهى وجوب الهجرة إلى المدينة المنورة بعد أن تم فتح مكة، ودعا المسلمين إلى توسيع مجتمعهم والاستعداد للدفاع عنه.

وواصل الرسول -صلى الله عليه وسلم- دعوته، فأرسل الدعاة إلى نواحي الجزيرة العربية،


١ صحيح مسلم ٢٢، المساقاة ٢، باب فضل الغرس والزرع، حديث ٧ -١٠، ج ٥: ٢٨- ٢٩.
٢ صحيح البخاري ٥٦، الجهاد والسير ١، باب فضل الجهاد والسير ج٢: ١٣٤- ١٣٥.

<<  <   >  >>