للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وصفت هذه الآية الله تعالى بالوحدانية والرحمة.

ووصفته آيتا {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} {الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} ١. بالربوبية والرحمة.

وعن معاذ بن جبل، قال: قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "يا معاذ أتدري ما حق الله على العباد؟ " قال: الله ورسوله أعلم. قال: "أن يعبدوه، ولا يشركوا به شيئا، أتدري ما حقهم عليه؟ " قال الله ورسوله أعلم، قال: "أن لا يعذبهم".

وفي رواية مسلم: "حق العباد على الله عز وجل أن لا يعذب من لا يشرك به شيئا ... " ٢ ففي هذا الحديث وصف الرسول -صلى الله عليه وسلم- الله تعالى بالوحدانية وبالمعبود وحده، وبأنه لا يعذب من وحده وخصه بالعبادة.

- توضيح هذه العناصر:

إن هذه العناصر واضحة لا تتطلب زيادة بيان، وسأوضح قليلا الإيمان بالقدر.

- الإيمان بالقدر:

القدر هو علم الله تعالى في الأزل بمصير كل مخلوق، وباختياره، وبكل ما وقع، ويقع في العالم.

والقضاء: حكمه تعالى في خلقه على النحو الذي سوف يقع لهم، أو عليهم في الحياة. والمسلم يعتقد أن ما وقع له من خير، أو شر، هو بعلم الله تعالى، ويتحمل مسؤولية أعماله، لأنه محاسب على اختياره.

والإيمان بالقضاء والقدر عامل من عوامل راحته، لعلمه أن ما أصابه لم يكن ليخطئه وما أخطأه لم يكن ليصيبه.


١ سورة الفاتحة ٢-٣.
٢ صحيح مسلم ١، الإيمان ١٠، باب الدليل على أن من مات على التوحيد دخل الجنة قطعًا. حديث ٤٩ ج ١: ٤٣.وصحيح البخاري ٩٧، التوحيد ١، باب ما جاء في دعاء النبي -صلى الله عليه وسلم- أمته إلى توحيد الله تبارك وتعالى ج٤: ٢٧٣ واللفظ له.

<<  <   >  >>