للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[المبحث الرابع: ثراء المكتبة الإسلامية في جميع فروع التراث]

أهمية المكتبات في الإسلام وأنواعها: إن الناظر في تاريخ المكتبة الإسلامية يعجب من ارتفاع شأنها وثراء موجوداتها، وسمو مكانتها وأهميتها عند كافة شرائح الأمة، خاصة العلماء والحكام، مما جعل المكتبات تنتشر في العالم الإسلامي بكافة أنواعها، ونستعرض فيما يلي هذه الأنواع التي سادت في العصور الإسلامية.

١- المكتبات العامة أو مكتبات المساجد: يجمع الباحثون على أن المساجدلم تكن مكانا للعبادة فحسب، بل كانت مركزا للحياة الاجتماعية والسياسية ومركزا لإدارة الأمة أو الدولة وتسيير أمورها، كما كانت محط أنظار المسلمين، ومعقد حلقات العلم، واجتماع العلماء وتعليم أبناء المسلمين العلوم المختلفة من القرآن الكريم والتفسير والقراءة والتجويد والحديث وأصول العربية وغير ذلك، وقد كتبت الدراسات التي في مجال تاريخ التربية في الإسلام حول دور المسجد وتاريخه، ويكفي أن نشير إلى أن أول مكتبة هي بيت الرسول -صلى الله عليه وسلم- حيث كانت مكتبة لجميع ما يدونه كتاب الوحي من التنزيل الكيم ثم نقلت الصحف من بيت الرسول -صلى الله عليه وسلم- ومن الصحابة إلى بيت أبي بكر، وبعد أن جمعت في مصحف في عهد الصديق على يد زيد بن ثابت أحد كبار كتاب الوحي وحفاظه، ثم حفظت هذه الصحف عند عمر بن الخطاب أيام خلافته، وبقيت عند حفصة إلى أن استعارها عثمان بن عفان منها، ونسخ عنها المصاحف وأرسلها إلى الأقطار الإسلامية.

فالمساجد إذن تعتبر مكتبات عامة، والمكتبات في الإسلام نشأت مع نشأة المساجد، أما كيف كان شكل هذه المكتبات ونظامها ومجموعاتها، فقد يحتاج الأمر إلى

<<  <   >  >>