أَما حذفه سماعاً فقبل أَفعال كثر تعديتها بحرف الجر، وسمعت محذوفة الحرف ومنصوبة المجرور على نزع الخافض مثل "كفر، أَمر، شكر، استغفر، اختار" تقول "كفر النعمةَ وكفر بها، شكرت المنعم، وشكرت للمنعم، أَمرتك خيراً وأَمرتك بخير، استغفرت الله ذنبي واستغفرته من ذنبي، اختار خالدٌ إخوانه خمسةً واختار من إخوانه خمسة".
٥-تحذف "رُبَّ" بعد الواو أَو الفاءِ أَو بعد بل "قليلاً"، فيبقى عملها كقول امرئِ القيس:
وليلٍ كموج البحر أَرخى سدوله ... عليَّ بأَنواع الهموم ليبتلي
هـ- ملاحظتان:
١- قد تزاد "ما" بين الجار والمجرور فلا تكف الأول عن جر الثاني، والأَحرف التي زيدت "ما" بعدها هي الباء مثل: {فَبِما رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ} ، و"من" مثل {مِمّا خَطِيئاتِهِمْ أُغْرِقُوا} ، و"عن" مثل {عَمّا قَلِيلٍ لَيُصْبِحُنَّ نادِمِينَ} .
٢-أما "رُبَّ والكاف" فتزداد بعدهما "ما" فتكفهما عن العمل وتزيل اختصاصهما بالأَسماء، وأغلب ما تدخل "رب" على الأَفعال الماضية أو المتحققة الوقوع كأَنها وقعت فعلاً مثل "ربما نفع الصدق"، {رُبَما يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كانُوا مُسْلِمِينَ} اجلس كما يحلو لك.
وقلَّ أَن يجر الاسم بعدهما كقولك:"رُبَّما رجلٍ صادقِ ظُن كاذباً".