للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الكتابين كليْهما واقرأْ مقدمتيهما كلتيهما"، وإن أُضيفتا إلى اسم ظاهر أُعربتا إعراب الاسم المقصور فقدرت عليهما جميع حركات الإعراب؛ ولا يضافان حينئذ إلا إلى معرفة دالة على اثنين إما نصاً مثل "كلا الرجلين سافر"، "مررت بكلا البلدين" وإما بالاشتراك كضمير المتكلم مع غيره فهو مشترك بين المثنى والجمع: "كلانا موافق".

واعلم أن الأَفصح إعادة الضمير عليهما أَو وصفهما أو الإِخبار عنهما بالمفرد مراعاة للفظهما كما رأَيت في الأَمثلة المتقدمة، ودون ذلك مراعاة معناهما فنقول "كلانا موافقان".

وأما "كل" فالأَفصح إذا أُضيفت إلى معرفة مراعاة لفظها مثل قوله تعالى: {وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيامَةِ فَرْداً} ١. وإذا أُضيفت إلى نكرة أو نونتْ بعد حذف المضاف إليه فالأَفصح مراعاة معناها مثل: {كُلُّ حِزْبٍ بِما لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ} ٢. {كُلٌّ إِلَيْنا راجِعُونَ} ٣.


١- سورة مريم ١٩: ٩٥.
٢- سورة المؤمنين ٢٣: ٥٣.
٣- سورة الأنبياء ٢١: ٩٣.
هذا وقد مر بك في مبحث المفعول المطلق طائفة من المصادر الملازمة للإضافة سماعاً مثل "سبحان الله، معاذ الله، حنانيك إلخ". وعرفت في بحث المفعول فيه أن بعض الظروف تضاف إلى الجمل مثل "حيث، إذا، إذ" فحمل هذه الجمل الجر بهذه الإضافة. وهناك كلمة "حَسْب" بمعنى "كافٍ" فتقع مبتدأ: "حسبك لقيمات"، وخبراً: "الله حسبي"، وصفة بعد نكرة: "قرأت كتاباً حسبَك من كتاب" وحالاً بعد معرفة: "هذا رفيقي حسبَك من رجل".

<<  <   >  >>