للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ألا مطر الله الوزارة نقمةً ... ولا بلغت مما تروم مراما

تحاول أن تقضي علينا بإثمها ... ولكن ستلقى دون ذاك أثاما

وزارة خداع أقامته بيننا ... يد الحاكمين الآمين فقاما١

وأحمد محرم كثير التشهير بكبت الحريات، وضياع البلاد على يد المستعمرين ومخالبهم من الحكام غير الشرعيين، وهو لا يفتأ يدعو إلى الثورة وينادي بالكفاح من أجل الخلاص، ومن ذلك قوله:

يا أمة خاط الكرى أجفانها ... هبي فقد أودت بك الأحلام

هبي فما يحمي المحارم راقد ... والمرء يظلم غافلا ويضام

هبي فما يغني رقادك والعدا ... حول الحمى مستيقظون قيام

غنموا نفائسه وثم بقية ... ستنيلها أيديهم الأيام

عجبًا لهذا النيل كيف نعقه ... ويدوم منه البر والإكرام٢

وقوله بمناسبة صدور قانون المطبوعات:

صبوا المداد وحطموا الأقلاما ... واطووا الصحائف وانزعوا الأفهاما

أيسوس ريب الدهر منه أمة ... تبغي حياة المجد أم أنعاما٣

أما الطائفة الثانيةن فقد كان يمثلها شوقي وحافظ، بكل أسف.. أما شوقي فقد كان موقفه يتشكل -غالبًا- بموقف القصر٤، باعتباره من كبار موظفيه الذين يؤثرون المحافظة على المنصب والحرص على الجاه، بالإضافة إلى ولائه لحكام القصر الذي تربطه بهم رابطة الدم، وتشده إليهم مآثر عديدة.

ومن هنا نراه -عادة- يهاجم الاحتلال في الوقت الذي يكون فيه القصر جريئًا على الاحتلال، ثم نراه -غالبًا- يسكت على جرائم المحتلين حين يكون القصر مذعورًا منهم، أو على وفاق معهم، ولذا يهاجم شوقي الإنجليز،


١ المصدر السابق ص٦٤.
٢ ديوان محرم جـ١ ص٨٥.
٣ المصدر السابق جـ٢ ص٤٧-٤٨.
٤ الاتجاهات الوطنية جـ١ ص١٩٥.

<<  <   >  >>