للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فليت كرومرًا قد دام فينا ... يطوق بالسلاسل كل جيد

ويتحف مصر آنًا بعد آن ... بمجلود ومقتول شهيد

لننزع هذه الأكفان عنا ... ونبعث في العوالم من جديد١

وهو في كل تلك القصائد يندد بالاحتلال، وينشر فظائعه مرة بالسخرية، ومرة بغير السخرية.

وحين يموت مصطفى كامل، يرثيه بقصيدته المشهورة، التي يشير فيها إلى إيقاظ الفقيد للشعور الوطني، وإحيائه لآمال الوطنيين في الحرية، وكون موته راحة للاحتلال، فيقول:

أيا قبر هذا الضيف آمال أمة ... فكبر وهلل والق ضيفك جاثيا

هنيئًا لهم فليأمنوا كل صائح ... فقد أسكت الصوت الذي كان عاليًا

ومات الذي أحيا الشعور وساقه ... إلى المجد فاستحيا النفوس البواليا٢

ثم يتبع حافظ تلك القصيدة بأخرى في حفلة الأربعين، وفيها يندد بطاغية الاستعمار كرومر، ويشيد بجهاد الفقيد لتحطيمه، فيقول:

زين الشباب وزين طلاب العلا ... هل أنت بالمهج العزيزة داري

ثم وامح ما خطت يمين كرومر ... جهلا بدين الواحد القهار

ما زلت تختار المواقف وعرة ... حتى وقفت لذلك الجبار

وهدمت سورًا قد أجاد بناءه ... فرعون ذو الأوتاد والأنهار٣

وحين تحل الذكرى السنوية لوفاة مصطفى كامل يذيع حافظ قصيدة ثالثة، يقول فيها عن المحتلين وألاعيبهم:

وللسياسة فينا كل آونة ... لون جديد وعهد ليس يحترمُ

ماذا يريدون لا قرت عيونهم ... إن الكنانة لا يطوى لها علم

كم أمة رغبت فيها فما رسخت ... لها -على حولها- في أرضها قدم

ما كان ربك رب البيت تاركها ... وهي التي بحبال منه تعتصم٤


١ ديوان حافظ جـ٢ ص٣٣-٣٤.
٢ المصدر السابق ص١٤٩-١٥٠.
٣ المصدر نفسه ص١٥١-١٥٥.
٤ المصدر نفسه ص١٦٢.

<<  <   >  >>