للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وسعِْتُ كتاب الله لفظًا وغاية ... وما ضقت عن آي به وعظات

فكيف أضيق اليوم عن وصف آلة ... وتنسيق أسماء لمخترعات١

وحين دعا قاسم أمين دعوته المشهورة إلى تحرير المرأة، شارك الشعراء في تلك المعركة ما بين مؤيد ومتحفظ ورافض، وهم جميعًا مع ذلك كله مشاركون في قضية حية مناضلون في سبيل ما يعتقدون أنه الخير.

يقول شوقي في رثاء قاسم أمين:

ماذا رأيت من الحجاب وعسره ... فدعوتنا لترفق ويسار

رأي بدا لك لم تجده مخالفًا ... ما في الكتاب وسنة المختار

إنَّ الحجاب سماحة ويسارة ... لولا وحوش في الرجال ضوار٢

ويقول محرم:

أغرك يا أسماء ما ظن قاسم ... أقيمي وراء الخدر فالمرء واهم

تضيقين ذرعًا بالحجاب وما به ... سوى ما جنت تلك الرؤى والمزاعم

سلام على الإسلام في الشرق كله ... إذا ما استبيحت في الخدور الكرائم٣

ويمضي الشعراء مشاركين في كل حركات الإصلاح مناضلين في كل ميادينه الأخلاقية والاجتماعية والثقافية، بل إن بعضهم يبالغ في ذلك حتى ليشارك بشعره في تسجيل أكثر ما يتصل بالمجتمع من أحداث؛ من حريق كبير يفزع المواطنين ببعض البلاد٤، إلى ملجأ للأطفال ينشأ في إحدى العواصم٥، ما دامت المشاركة بالشعر إسهامًا في قضية اجتماعية إنسانية تمس المواطنين، والحق أن حافظًا كان بطل هذا الميدان، فكم له من شعر أنشده في حفلات أقيمت لجمع التبرعات للمنكوبين، أو في افتتاح مؤسسة للمشردين، وكم له من


١ المصدر نفسه جـ١ ص٢٥٣.
٢ الشوقيات جـ٣ ص٧٨.
٣ ديوان محرم جـ٢ ص٦٣-٦٥.
٤ ديوان حافظ جـ١ ص٢٥٠، وما بعدها.
٥ المصدر السابق ص٢٨٣.

<<  <   >  >>