للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

إلى أن يتخلص إلى المدح بقوله:

وما هاجني إلا الجمال مع الصبا ... ودل الغواني والغزل المشنف

على أنه لا مرتجى غير قادم ... عليه من العلياء برد مفوف١

وأحيانًا أخرى نرى الشعراء المحافظين يصفون الأطلال، ويتحدثون عن الرسوم والديار، كما يفعل القدماء, ومن أمثلة ذلك قول الكاشف:

ديار أحبائي عليك سلاميا ... بعهدك أدعو لو سمعت دعائيًا

وهل تسمع الدار المعطلة التي ... غدا رحبها من أهلها اليوم خاليًا

وصارت عفاءً غير ربع يلوح لي ... بأيدي البلى يستقبل الريح خاويًا

ويلقى الغوادي شاكيًا بأس وقعها ... وقد يشتكي الربع الضعيف الغواديا

ولكنن في أن تلبي لطامع ... عساني أدري أين ساروا عسانيا٢

ومن ذلك أيضًا قول محرم:

أهذي ديار للقوم غيرها الدهر ... فعوجوا عليها نبكها أيها السفر

محا آيها مر العصور وكرها ... إذا مر عصر كر من بعده عصر

نسائلها: أين استقل قطينها ... وهل تنطق الدار المعطلة القفر٣

بل منه كذلك قول شوقي:

أنادي الرسم لو ملك الجوابا ... وأفديه بدمعي لو أثابا

نثرت الدمع في الدمن البوالي ... كنظمي في كواعبها الشبابا

وقفت بها كما شاءت وشاءوا ... وقوفًا علم الصبر الذهابا

ومن شكر المناجم محسنات ... إذا التبر انجلى شكر الترابا٤

ومرات نرى الشعراء المحافظين، يتوجهون بالخطاب في القصيدة إلى الصاحبين، تمامًا كما كان يفعل الشعراء الأقدمون، منذ استن لهم هذه السنة


١ ديوان نسيم جـ١ ص١٢٨-١٢٩.
٢ ديوان الكاشف جـ١ ص٨٨.
٣ ديوان محرم جـ١ ص٧٣.
٤ الشوقيات جـ١ ص٥٤.

<<  <   >  >>