للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

البرنس ينتظرك في القصر منذ العصر، دع مدير الأوقاف ونقيب الأشراف"، فلم يعبأ المصلي بهذا الكلام، بل جهر بالآية من سورة الأنعام: {قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ العَالَمِينَ لَا شَرِيْكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ المُسْلِمِينَ} .

.....ثم تنحنح الشيخ وسعل، وبصق وتفل، وتسعط ثم تمخط، واقترب منا ودنا، ثم قال لنا:

"المحامي"- دعونا من هذا الكلام، وقولا لنا: ما حقكم في الوقف، وما شرط الواقف، وكم يقدر ثمن العين، لنقدر قيمة الأتعاب بحسبه؟

"عيسى بن هشام"- إن لصاحبي هذا وقفًا عاقته عنه العوائق، فوضع سواه يده عليه، ونريد رفع الدعوى لرفع تلك اليد.

"المحامي"- سألتك ما قيمة العين؟

"عيسى بن هشام"- لست أدري على التحقيق، ولكنها تبلغ الألوف.

"المحامي"- لا يمكن أن تقل الأتعاب حينذاك عن المئات.

"عيسى بن هشام" لا تشتط أيها الشيخ في قيمة الأتعاب، وارفق بنا، فإننا الآن في حالة عسر وضيق.

"الغلام"- وهل ينفع في رفع الدعوى اعتذارًا بإعسار؟ ألم تعلم أن هذا "شغل" له "اشتراكات"، وللكتبة والمحضرين "تطلعات"، وأنى لكما بمثل مولانا الشيخ يضمن ربح الدعوى، وكسب القضية، بما يهون معه دفع كل ما يطلبه من قيمة أتعابه؟ وهل يوجد مثله أبدًا في سعة العلم بالحيل الشرعية، ولطف الحيلة في استمالة محامي الخصم، واستجلاب عناية القضاة؟

"عيسى بن هشام"- دونك هذه الدراهم التي معنا، فخذها الآن، ونكتب لك صكًا بما يبقى لحين كسب القضية.

"المحامي"- بعد أن استلم الدراهم يعدها -أنا أقبل منك هذا العدد

<<  <   >  >>