للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

من النوع الذي يطلق عليه اسم "رومانس"١، وقد اعاد المنفلوطي كتابتها بطريقته وأسلوبه، متصرفًا بالحذف والزيادة والتعديل، حتى جعلها عملًا جديدًا أو كالجديد، وتلك الروايات هي: "الفضيلة" التي أساسها "بول وفرجيني" "لبرناردين دي سان بيير"، و"مجدولين" التي أصلها "تحت ظلال الزيزفون"، لـ"ألفونس كار"، و"الشاعر" التي مردها إلى سيرانو دي برجراك "لأدمون روستان"، و"في سبيل التاج" التي أصلها مسرحية شعرية "لفرانسوا كوبيه"، وقد قدمها المنفلوطي من جديد في شكل روائي، محولًا شعرها وحوارها إلى سرد نثري خاضع لأسلوبه البياني الخاص.

ومن هذا النوع الأول -المعتمد على أصول أجنبية- بعض تلك القصص القصيرة التي ضمنها "نظراته" و"عبراته"، وهي في الأصل روايات أجنبية، حفظ المنفلوطي فكرتها، وتصرف فيها بأسلوبه الخاص، مثل: "الذكرى" التي أصلها "آخر ملوك بني سراج" "لشاتوبريان" و"الشهداء"، التي أصلها "أتالا" للكاتب الفرنسي نفسه، ومثل "الضحية" التي أصلها "غادة الكاميليا" لإسكندر دوماس الابن"٢.

وأما النوع الثاني المخترع، فتمثله قصص قصا غير ناضجة قد ضمنها كتابيه "النظرات" و"العبرات" وعالج فيها مواقف اجتماعية وإنسانية عديدة، واهتم بشخصيات بائسة، كاللقطاء وضحايا الخمر والمعدمين والمظلومين، واعتمد فيها على طريقته البيانية الأخاذة، وقصد من ورائها إلى غايته الأدبية العامة، وهي التهذيب وتعميق الإحساس بالفضيلة والخير، ومحاربة بعض المفاسد والعيوب الاجتماعية، وبرغم عدم اكتمال قصص المنفلوطي القصيرة من


١ انظر: An Introduciton to Engbish novel,: kettle. pp. ٣١-٣٥
٢ انظر: حولية معهد الدراسات الشرقية سنة ١٩٥٩ جـ١ ص١٤٥ ... هنري بريز، والفن القصصي في الأدب المصري الحديث للدكتور محمود شوكت ص٨٠، وتطور الرواية العربية للدكتور عبد المحسن بدر ص١٧٩.

<<  <   >  >>