للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قراءته وتجذب القراء إليه١.

وهكذا قدم سلسلة من الروايات التاريخية التي تضم في ثنايا البناء القصصي أطراف التاريخ الإسلامي في المشرق والمغرب، فقدم "فتاة غسان" لعرض الأحداث التاريخية التي صاحبت الغزوات الإسلامية الأولى، والتي شاهدت ظهور الإسلام، وانتشاره في بلاد العرب والشام والعراق، وقدم "أرمانوسة المصرية"، لعرض الأحداث التاريخية التي صاحبت فتح العرب لمصر، وكتب "عذراء قريش" و"غادة كربلاء" و"الحجاج بن يوسف" للتأريخ للوقائع التي حدثت خلال الصراع السياسي، منذ أواخر عهد عثمان إلى سيطرة العهد الأموي، وكتب "أبا مسلم الخرساني" و"العباسة" و"الأمين والمأمون" ليفصل القول في أحداث قيام الدولة العباسية، ثم في الصراع بين الرشيد والبرامكة، وأخيرًا في الصراع بين العرب والفرس.. وأخرج "فتاة القيروان" لتسجيل أحداث الفتح الإسلامي للمغرب، وأذاع "فتح الأندلس" و"عبد الرحمن الناصر"؛ ليقدم أهم أحداث الإسلام والمسلمين في الفردوس المفقود.

ولم يكتف جورجي زيدان بتقديم التاريخ الإسلامي القديم، بل كان أحيانًا يقطع التسلسل التاريخي ليقدم رواية ذات أحداث حديثة، كما فعل في رواية "الانقلاب العثماني" التي أراد أن يسجل بها سقوط السلطان عبد الحميد، وكفاح الأتراك من أجل الدستور، وهذه الرواية -بالإضافة إلى ثلاث روايات أخرى- تمثل حصة التاريخ الحديث من رواياته، أما تلك الروايات الثلاث، فهي: "استبداد المماليك" و"المملوك الشارد" و"أسير المتمهدي٢". وهي تعالج أحداث عصر المماليك، ثم عصر محمد علي، ثم ثورة المهدي.


١ انظر: مقدمة الحجاج بن يوسف لجورجي زيدان. وتطور الرواية العربية ٩٢-٩٣.
٢ انظر: الفن القصصي في الأدب المصري الحديث للدكتور محمود شوكت ص١٤٥ وما بعدها، وتطور الرواية العربية للدكتور عبد المحسن بدر ص٩٤ وما بعدها، وتاريخ آداب اللغة العربية لجورجي زيدان جـ٤ ص٢٨٥.

<<  <   >  >>