للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

د- ميلاد الرواية الفنية:

في أواخر تلك الفترة وصلت الرواية إلى نهاية الطرف الثاني، الذي يستدبر التراث ويحاكي قصص الغرب، ويمكن اعتبار ذلك رد فعل لما سبقه من محافظة اختلفت درجاتها، وبالغ بعض المتشبثين بها حتى كتبوا روايات في لغة المقامات. وقد تمثل هذا الاتجاه المتجه تمامًا إلى القصص الغربي في رواية "زينب" للدكتور محمد حسين هيكل١، الذي بدأ كتابتها وهو في باريس يدرس الاقتصاد السياسي سنة ١٩١٠، وأكملها سنة ١٩١١، ونشرها سنة ١٩١٢، وتعتبر "زينب" أول رواية فنية في تاريخ الأدب المصري الحديث، وذلك لواقعيتها وسيرها على القواعد الفنية للرواية إلى حد كبير٢.


١ ولد في كفر غنام بمركز النسبلاوين سنة ١٨٨٨ لأسرة ريفية مصرية لها بعض الثراء. وتعلم في الكتاب، ثم في مدرسة الجمالية الابتدائية، ثم في الخديوية الثانوية، ثم في الحقوق وتخرج سنة ١٩٠٩، وتفتحت ميوله الأدبية منذ كان في الحقوق، وكتب بعض المقالات في "الجريدة" ... ثم سافر إلى فرنسا ليتم دراسته العليا، فالتحق بكلية الحقوق بباريس، وحصل على درجة الدكتوراه في الاقتصاد السياسي سنة ١٩١٢، وحين عاد إلى مصر اشتغل بالمحاماة في المنصورة. ومنذ سنة ١٩١٧ أخذ يلقي بعض المحاضرات في الجامعة الأهلية، وحين أنشأ حزب الأحرار سنة ١٩٢٢ جريدة السياسة اختير هيكل رئيسًا لتحريرها. ومنذ سنة ١٩٢٧ أصدر ملحقًا للسياسة باسم السياسة الأسبوعية. وكان خاصًا بالأدب والنقد، وفي سنة ١٩٣٧ عينه محمد محمود وزيرًا للدولة، ثم جعل وزيرًا للمعارف، ثم عين سنة ١٩٤٥ رئيسًا لمجلس الشيوخ، وظل كذلك حتى سنة ١٩٥٠، وتفرغ بعد ذلك للكتابة التي كانت دائمًا شغله إلى جانب مناصبه حتى توفي سنة ١٩٥٦. انظر: الأدب العربي المعاصر ص٢٧٠ وما بعدها.
Studies on the Civilization of Islam: Gibb. pp.٢٧٣-٢٧٥
٢ اقرأ عن زينب في: الفن القصصي في الأدب المصري الحديث ص٢٢٠ وما بعدها، وفجر القصة ليحيى حقي ص٣٨ وما بعدها. ودراسات في الرواية المصرية للدكتور الراعي ص٢٣=

<<  <   >  >>