للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ورواية "زينب" تصور واقع الريف المصري في تقاليده القاسية وطبيعته السمحة؛ فهي تحكي قصة شاب مثقف من أبناء الطبقة المتوسطة اسمه حامد يجب ابنة عم له اسمها عزيزة، وتحاول التقاليد القاسية في الريف دون التعبير عن هذا الحب، بل تقسو التقاليد أكثر فتفرض على عزيزة زوجًا آخر يختاره أهلها، ويحرم منها حامدًا نهائيًا، ولكنه يجد بعض العزاء، والتنفيس عند فتاة ريفية من الطبقة الكادحة، اسمها "زينب" تسمح ظروفها كعاملة أن تلتقي بحامد، وتذيقه بعض متع الحب، ولكنها لا تفهم الفتى المثقف ابن الطبقة الوسطى حتى الفهم؛ فتفضل عليه إبراهيم رئيس العمال الذي تعمل تحت إشرافه في تنقية الحقل من دودة القطن، ويتم حرمان حامد من زينب، حين يزوجها أهلها، فيغارد القرية نهائيًا، أما زينب فنظرًا لكونها لم تستطع الجهر بحب إبراهيم؛ بسبب قسوة التقاليد، فإن أهلها يزوجونها لرجل آخر لا تحبه، وإن كنت تخلص له وتؤدي حقوق الزوجية بصبر وأمانة، ويبتعد إبراهيم -كما ابتعد حامد- حيث يجند للخدمة في الجيش، ويسافر إلى السودان، تاركًا منديله لزينب تذكار حب. وتنتهي الرواية بمرض زينب من أثر الجوى، وتصاب بالسل، ثم تموت.

كل هذه الأحداث التي تصور قسوة التقاليد، وتفريقها بين حامد وعزيزة، ثم بين حامد وزينب، وأخيرًا بين زينب وإبراهيم، والتي يمكن تلخيصها في "عدم الاعتراف بمشروعية الحب، وعدم التسليم بحق الإنسان في اختيار قرينة الذي يهتف به قلبه"١؛ كل هذه الأحداث تدور على


= وما بعدها، وتطور الرواية العربية للدكتور عبد المحسن بدر ص٣١٧ وما بعدها. ومجلد السنة الثانية من مجلة البيان سنة ١٩١٢.
واقرأ عن قواعد الرواية الفنية في:
The Rise of the novel: Watt
Aspects of the nvel: Forster
The strueture of the novel, Muir
١ تطور الرواية العربية ص٣٣٣.

<<  <   >  >>