للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والإيطالية والتركية والفارسية، إلى جانب آداب اللغة العربية، والتاريخ والجغرافيا والشريعة الإسلامية، والشرائع الأجنبية.

وقد استطاعت مدرسة الألسن بفضل خريجيها، أن تترجم كثيرًا من الكتب القيمة، كما ترجم رفاعة رسائل عديدة في مختلف الفنون والعلوم، وترجم كذلك بعض قطع من الشعر الفرنسي، من بينها نشيد المرسيلييز، وترجم دستور فرنسا وعلق عليه بوعي لمفاهيم الحرية، وحقوق المواطنين ونظام الحكم١.

ولعل من أهم المظاهر الثقافية التي عرفت في تلك الآونة، إنشاء المطبعة الأميرية سنة ١٨٢٢، ثم إصدار صحيفة سميت أولًا باسم جورنال الخديو، ثم أخذت اسم الوقائع المصرية، وكانت تحرر أولًا بالتركية والعربية، ثم صارت تكتب بالعربية وحدها٢.

وليس من شك في أن تلك الألوان الثقافية قد أثمرت ثمارًا طيبة منذ تلك الآونة، رغم ما كان من نكسة للثقافة، وتعويق الفكر في عهد عباس الأول وسعيد، على اختلاف في درجة التعويق، ومظهر النكسة بين هذين الحاكمين الرجعيين٣.


١ تاريخ الحركة القومية لعبد الرحمن الرافعي جـ١ ص٤٧٨ وما بعدها، واقرأ عن رفاعة في: رفاعة الطهطاوي للدكتور أحمد بدوي، والخطط التوفيقية لعلي مبارك جـ١٣ ص٥٣، وتراجم مشاهير الشرق جـ٣ ص١٩، تاريخ الحركة القومية للرافعي جـ٤ ص٤٧٠، وما بعدها.
٢ تاريخ آداب اللغاة العربية لجورجي زيدان جـ٣ ص٦٣ وما بعدها، وأدب المقالة الصحفية في مصر للدكتور عبد اللطيف حمزة جـ١ ص١١٠، ١٢٦، ١٢٧. وتاريخ الحركة القومية للرافعي جـ٣ ص٥٣٧-٥٣٨.
٣ أغلق عباس المدارس بما في ذلك مدرسة الألسن، واستدعى أعضاء البعثات، ونفي رفاعه الطهطاوي إلى السودان، وأمر أولًا بقصر الترجمة على التركية، ثم ألغاها نهائيًا. أما سعيد فرغم أنه أتاح بعض الفرص للمصريين بإلغاء نظام الاحتكار، وإباحة الترقي في الجيش إلى رتبة ضابط، فإنه قد ألغى ديوان المدارس،
وأوقف مطبعة بولاق وعطل حركة الترجمة والنشر. اقرأ: تاريخ التعليم في مصر -عصر عباس وسعيد، لأحمد عزت عبد الكريم.

<<  <   >  >>