٢ ولد في طهطا سنة ١٢١٦هـ ١٨٠١م، وتنقل مع والده في بعض أقاليم الصعيد، وحين توفي والده وهو صغير تولى أخواله تربيته، وبعد أن حفظ القرآن، ومبادئ علوم اللغة والدين قدم على الأزهر، ودرس على كبار العلماء فيه، وكان من أهم أساتذته الشيخ حسن العطار، الذي كان يقرب رفاعة ويؤثره بدروس وتوجيهات علمية قيمة، وبعد أن قضى رفاعه في الأزهر ثماني سنوات، عين واعظًا وإماًما لإحدى فرق الجيش المصري، وبعد نحو عام، اختير إمامًا للبعثة التعليمية الموفدة إلى فرنسا، وكان الذي زكاة لهذه المهمة أستاذه الشيخ حسن العطار، وفي فرنسا لم يقنع بمهمة الإمامية بل تعلم اللغة الفرنسية، وشارك أعضاء البعثة في الدرس، بل فاقهم في ذلك، والغالب أنه ضم إلى أعضاء البعثة منذ أبدى استعدادًا فائقًا لهذه المهمة، وقد اتجه بصفة خاصة إلى إتقان الترجمة، التي أجادها إجادة فائقة، وإلى ذلك درس التاريخ والجغرافيا والأدب، والرياضيات، والطبيعيات، والقوانين. وبعد نحو خمس سنوات عاد إلى مصر، فعين مترجما في مدرسة الطب ومدرسًا للترجمة بالمدرسة الفرنسية الملحقة بها، كما أسند إليه إدارة المدرسة التجهيزية التي كانت تعرف بمدرسة المارستان، ثم نقل إلى مدرسة المدفعية بطره، وعهد إليه بترجمة العلوم الهندسية والفنون الحربية، ثم أعفي من هذا العمل، وأسند إليه أمر نظارة مكتبة المدرسة التجهيزية بالقصر العيني، وكانت مكتبة كبيرة تحوي ١٥.٠٠٠ مجلد معظمها بالفرنسية والإيطالية، كما أسند إليه رياسة فرقة الجغرافيا بهذه المدرسة، وأخيرًا نقل إلى رياسة مدرسة الألسن، التي ارتبط اسمها به، والتي صارت أشبه بكلية آداب وحقوق وتجارة معًا، وبعد نجاح باهر لمدرسة الألسن، ألغيت في عهد عباس ونقل رفاعة إلى السودان للإشراف على مدرسة ابتدائية هناك، وقد ضاق صدر رفاعه بهذا النفي كما فجع في مدرسة الألسن. =