للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بعض الأشعار الوطنية، كما نظم بعض الأناشيد الحماسية، كذلك نظم صالح مجدي١ -تلميذ رفاعة- طائفة من الأناشيد التي نراها في نهاية ديوانه.

وكل من الشعر الوطني وشعر الأناشيد، ذو طابع تجديدي واضح، على الأقل إذ قيس بما كان من طابع الشعر في تلك الفترة، وذلك أن الشعر الوطني، وشعر الأناشيد الحماسية، فيه حديث عن الوطن بهذا المفهوم السياسي والحاضري الجديد، وفيه كذلك تمجيد لهذا الوطن، والحث على افتدائه، وبذل كل شيء في سبيله.. ثم إن الأناشيد بخاصة فيها -إلى جانب تمجطيد الجيش- تلوين في موسيقى الشعر، من حيث تنويع الوزن وتعديد القافية، ورعاية تناسق خاص بين الأجزاء، واختيار إيقاع ملائم، يناسب الإنشاد الجماعي، أو يساير خطوات الجند ومن إليهم، وكل هذا جديد، يذكر بالفضل للرائد الطهطاوي، وتلميذه صالح مجدي.

ومن نماذج شعر رفاعة الوطني، الذي يأتي متناثرًا في قصائده قوله:

ولئن حلفت بأن مصر لجنة ... وقطوفها للفائزين دواني


= ولما ولي سعيد خلفًا لعباس، أعيد رفاعة إلى مصر، فحاول استئناف رسالته، فعين ناظرًا ثانيًا للمدرسة الحربية، ثم رئيسًا لها فأدخل فيها كثيرًا من العلوم المدنية ليعوض بها مدرسة الألسن، حتى لقد ألحق بهما قلمًا للترجمة، جعل عليه تلميذه صالح مجدي ... ولكن المدرسة الحربية ألغيت بعد حين على يد سعيد وعطل نشاط رفاعه الجم، وقد ظل بغير منصب حتى عهد إسماعيل، ثم عين عضوًا في قومسيون الديوان الخاص بالمدارس، كما عين عضوًا في القومسيون الخاص بالنظر في المكتبات، ثم اختير ناظرًا لقلم الترجمة، وحين أنشئت صحيفة روضة المدارس جعلت تحت نظارته، وظل في هذه المناصب حتى توفي سنة ١٢٩٠هـ ١٨٧٣م.
اقرأ ترجمته في: الخطط التوفيقية لعلي مبارك جـ١٣ ص٥٣، ومشاهير الشرق لجورجي زيدان جـ٢ ص١٩، وتاريخ الحركة القومية للرافعي جـ٣ ص٤٧٠، ورفاعه الطهطاوي للدكتور أحمد بدوي.
١ اقرأ ترجمته في مقدمة ديوانه المطبوع، وهي بقلم ابنه محمد، والخطط التوفيقية جـ٨ ص٢٢، والآداب العربية للويس شيخو جـ٢ ص١٨، وتاريخ آداب اللغة العربية لجورجي زيدان جـ٤ ص١٩٤.

<<  <   >  >>