للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والنيل كوثرها الشهي شرابه ... لأبر كل البر في أيماني١

ومما يصلح شاهدًا على ريادة الرفاعة لفن الأناشيد الحماسية قوله:

يا أيها الجنود ... والقادة الأسود

إن أمكم حسود ... يعود هامي المدمع

فكم لكم حروب ... بنصركم تؤوب

لم تثنكم خطوب ... ولا اقتحام معمع

وكم شهدتم من وغى ... وكم هزمتم من بغى

فمن تعدى وطغى ... على حماكم يصرع٢

ومما يلفت النظر ويحمل على الإعجاب، ما نراه في بعض هذا اللون من شعر رفاعة من تلوين في موسيقى الشعر، وخروج على رتابة النغم خروجًا لم يألفه الشعر العربي، لا في عصر الشاعر ولا فيما قبله من عصور، ولا نكاد نجد له شبيهًا إلا عند الأندلسيين الوشاحيين المجيدين، وبمثل هذا اللون من الشعر، يعتبر رفاعة من رواد التجديد في موسيقى الشعر الحديث، ومن شواهد ذلك قوله:

يا حزبنا قم بنا نسود ... فنحن في حربنا أسود

عند اللقا بأسنا شديد ... هام عدانا لنا حصيد

حامي حمى مصرنا سعيد ... في عصره مجدنا يعود

بجنده المجند ... وسيفه المهند


١ ورد هذان البيتان ضمن قصيدة لرفاعه في: تخليص الإبريز في تلخيص باريز ص١٩١.
٢ هذا النشيد وارد في مواقع الأفلاك رفاعه الطهطاوي ص١٠.

<<  <   >  >>