للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

احتل حصن الحق غير جنوده ... وتكالبت أيد على المفتاح

ضجت على أبطاله ثكناته ... واستوحشت لكماتها النزاح

هجرت أرائكه، وعطل عوده ... وخلا من الغادين والرواح

وعلاه نسج العنكبوت فزاده ... كالغار من شرف وسمت صلاح١

إلى أن يقول في قصيدة أخرى سنة ١٩٢٦، محييًا عودة البرلمان٢، ممجدًا كيانه باعتباره ثمرة لنضال الأمة، من عهد عرابي إلى عهد مصطفى كامل، ومن معركة التل الكبير إلى مأساة دنشواي:

بنيان آباء مشوا بسلاحهم ... وبنين لم يجدوا السلاح فثاروا

فيه من التل المدرج حائط ... ومن المشانق والسجون جدار

أبت التقيد بالهوى وتقيدت ... بالحق أو بالواجب الأحرار

في مجلس، لا مال مصر غنيمة ... فيه، ولا سلطان مصر صغار٣

...

وحين تفوز الأمة بالدستور المضطهد، يقول شوقي أيضًا من قصيدة له سنة ١٩٢٤، محذرًا من اتخاذ هذا الدستور مجالًا للهوى الشخصي، أو مثارًا للنزاع الحزبي:

وتفيأوا الدستور تحت ظلاله ... كنفًا أهش من الرياض وأنضرا

لا تجعلوه هوى وخلفًا بينكم ... ومجر دنيا للنفوس ومتجرا٤

ثم يعود إلى الحديث عن الدستور في قصيدة أخرى سنة ١٩٢٦ مقسمًا به كشيء مقدس، مصورًا ما بذل في سبيله من تضحيات، وما يرتبط به من آمال، فيقول:


١ الشوقيات جـ٢ ص١٩٢.
٢ هو البرلمان الذي جاء على أثر فوز الوفد بالأغلبية، وتولى سعد زغلول رياسته، وعدلي رياسة الحكومة.
٣ الشوقيات جـ٢ ص٢٠٩.
٤ الشوقيات جـ١ ص١٧٨.

<<  <   >  >>