للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

.. وبالدستور وهو لنا حياة ... نرى فيه السلامة والفلاحا

أخذناه على المهج الغوالي ... ولم نأخذه نيلا واستماحا

بنينا فيه من دمع رواقًا ... ومن دم كل نابتة جناحا١

ثم يواصل تمجيده في قصيدة أخرى سنة ١٩٢٦، مؤكدًَا أنه هيكل الحرية الذي من شأنه أن يفدى بالضحايا، وأنه يشاد كما تشاد خنادق المحاربين، تحت وابل من الرماح:

صرح على الوادي المبارك ضاحي ... متظاهر الأعلام والأوضاح

هو هيكل الحرية القاني، له ... ما للهياكل من فدى وأضاح

يُبنى كما تبنى الخنادق في الوغى ... تحت النبال وصوبها السحاح٢

إلى أن يجعله في قصيدة أخرى سنة ١٩٢٧، غاية النعم، التي يهون من أجلها كل حدث، ويغفر للزمن كل ذنب، وفي ذلك يقول:

إذا سلم الدستور هان الذي مضى ... وهان من الأحداث ما كان آتيا

ألا كل ذنب لليالي لأجله ... سدلنا عليه صفحنا والتناسيا٣

وعلى حين نجد شاعرًا كشوقي يبتهج بالبرلمان، ويمجد الدستور على هذا النحو، نجد شاعرًا آخر كأحمد محرم، يسخط على الدستور، ويلعن اليوم الذي فتح فيه البرلمان؛ وذلك لما رأى من استغلال المستعمر لهذه الملهاة لصرف الجهود الوطنية عن نضاله، وفي ذلك يقول الشاعر:

سأتبع يوم السبت ما عشت لعنة ... يطير بها عاد من الطير ضابحُ

هو اليوم يوم الشؤم ضج نذيره ... ومر به طير من النحس بارح

يقولون: نواب ودار نيابة ... وملك ودستور من الحق واضح


١ الشوقيات جـ٤ ص٣١.
٢ الشوقيات جـ٢ ص١٩٠.
٣ الشوقيات جـ٤ ص١٨٣.

<<  <   >  >>