للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وساوس أقوام مهاذير ما لهم ... من الرأي هاد أو من اللب ناصح١

وحين يتزعم سعد الحركة الوطنية منذ ثورة سنة ١٩١٩، ويتولى رياسة أول حكومة دستورية كانت من مكاسب تلك الثورة، نجد شاعرًا كحافظ إبراهيم يمجده، ويدعو إلى مؤازرته والسير على هديه، فيقول من قصيدة له:

يأيها النشء الكرام تحية ... كالروض قد خطرت عليه قبول

سيروا على سنن الرئيس وحققوا ... أمل البلاد، فكلكم مأمول

أنتم رجال غد وقد أوفى غدٌ ... فاستقبلوه وحجلوه وطولوا٢.

لكننا نجد شاعرًا آخر كأحمد محرم يدعو عليه، ويتهمه بتحكيم شهواته، وبالتسامح مع أعداء البلاد، وبالاعتداء على المواطنين، وفي ذلك يقول من إحدى قصائده:

جزى الله سعدًا، إنها شهواته ... طغت ريحها، فالشر غاد ورائح

أباح حمى مصر وسودانها معا ... فأمعن مغتال وأوغل طامح

يسامح أعداء البلاد ويعتدي ... على قومه، شر الحماة المسامح٣

وحين يشتد الخلاف الحزبي سنة ١٩٢٥، نرى سخطًا على تلك الأحزاب حتى من أكثر الشعراء تهليلًا للدستور والحياة النيابية، فشوقي ينعي على الأحزاب هذا الخلاف في عدد من القصائد، ويقول إحداها سنة ١٩٢٥:

إلام الخلف بينكم إلاما ... وهذي الضجة الكبرى علاما

وفيم يكيد بعضكم لبعض ... وتبدون العداوة والخصاما

ولينا الأمر حزبًا بعد حزب ... فلم نك مصلحين ولا كراما٤


١ ديوان محرم المخطوط "عن الاتجاهات الوطنية في الأدب المعاصر للدكتور محمد حسين جـ٢ ص٣٩٦".
٢ ديوان حافظ جـ١ ص١١٤.
٣ ديوان محرم المخطوط "عن الاتجاهات الوطنية في الأدب المعاصر للدكتور محمد حسين جـ٢ ص٣٩٧".
٤ الشوقيات جـ١ ص٢٧٤-٢٧٦.

<<  <   >  >>