للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

جـ- محاولات تجديدية:

ولعل المحاولة الوحيدة الجادة في مجال التجديد الشعري من جانب المحافظين هي تلك المحاولة التي قام بها شوقي لتطويع الشعر للمسرح، والحق أن هذه المحاولة ليست وليدة تلك الفترة التي يساق عنها الحديث، ولم يتجه إليها شوقي في تلك السنوات فقط، وإنما بدأها من قبل ذلك بسنين١، ولكن الحق أيضًا، أن شوقي كان قد انصرف عن كتابة المسرحيات الشعرية منذ خاب أمله بعد كتابة مسرحيته الأولى "علي بك الكبير"، التي ألفها في فرنسا سنة ١٨٩٣، ولكنه تحت عبء الإحساس بالجمود، وإزاء الاتهام بالتخلف، وأمام هجمات دعاة التجديد في هذه الفترة؛ اتجه من جديد إلى الشعر المسرحي منذ سنة ١٩٢٧، ووالي إخراج مسرحياته الشعرية من ذلك التاريخ حتى سنة ١٩٣٢، فأخرج في هذه السنوات: "مصرع كليوباترا" و"مجنون ليلى" و"قمبيز" و"عنترة" و"الست هدى"، كما أعاد كتابة مسرحيته الشعرية الأولى "علي بك الكبير" بما يتلاءم مع مستواه الشعري والفني الجديد، وربما يجنبه الأخطاء التي تورط فيها حين أقدم على المحاولة لأول مرة٢.

وربما اعتبرت محاولة أخرى لأحمد محرم، في المحل الثاني من هذه المحاولة؛ وذلك أنه أراد أن يطوع الشعر للقصص التاريخي الحماسي الطويل، فألف نحو سنة ١٩٣٣ "ديوان مجد الإسلام٣" ليحكي بالشعر سيرة


١ كتب أولى مسرحياته "علي بك الكبير"، وهو في باريس سنة ١٨٩٣.
٢ انظر: مسرحيات شوقي لمحمد مندور، والمسرحية في شعر شوقي للدكتور محمود شوكت.
واقرأ الدراسة التي كتبتها عن مسرحيات شوقي في الفصل الخاص بها في كتابي "الأدب القصصي والمسرحي في مصر".
٣ انظر: "ديوان مجد الإسلام"، المقدمة التي كتبها المشرف على تصحيحه محمد إبراهيم الجيوشي ص هـ.

<<  <   >  >>