للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وبرغم أن العقاد في هذه الفترة لم يجعل الشعر همه أو فنه الأول، قد ظلت دواوينه تتوالى دون انقطاع، بل لقد أخرج في عام وحد من أعوام تلك الحقبة ديوانين اثنين..

فبعد أن أخرج الجزء الأول من ديوانه الأول سنة ١٩١٦، ثم الجزاء الثاني سنة ١٩١٧، أخرج الجزء الثالث من هذا الديوان سنة ١٩٢١، ثم جمع تلك الأجزاء وضم إليها الجزء الرابع، وسمى كل ذلك: "ديوان العقاد"، ونشره سنة ١٩٢٨ ١.

وفي سنة ١٩٣٣، أخرج العقاد ديوانين آخرين، الأول باسم "وحي الأربعين"، والثاني باسم "هدية الكروان"، ثم أخرج سنة ١٩٣٧ ديوان المسمى "عابر سبيل٢".

والملاحظ على شعر العقاد الذي ظهر في تلك الفترة، أنه قد سار -في جملته- على المبادئ التي ارتضاها هو وزميلاه شكري والمازني منذ الفترة السابقة، وهي المبادئ التي تقوم قبل كل شيء على عدم اعتبار الشعر المحافظ البياني مثلًا أعلى للشعر في العصر الحديث، والتي تهتم بالتجديد في موضوعات الشعر، وطريقة أدائه، وتعني في المحل الأول بنفس الشاعر وأصالته، والتي تعطي قيمة كبرى للخيط الذهني في النسيج الشعري، وتحاول محاولة جادة لتحقيق الوحدة العضوية وصدق التجربة الشعرية٣، كل هذا مع توفيق أحيانًا وإخفاق في بعض الأحايين، وخاصة حين يطغى الفكر، فيفسد طبيعة الشعر٤.


= ص ٣١٠ وما بعدها، لترى أن أعظم كتبه الأدبية ظهرت في الثلاثينات، وأن عبقرياته ظهرت في الأربعينات.
١ انظر: ديوان العقاد كلمة ختام ص٣٥١، والعقاد دراسة وتحية ص٣١٠، ومع العقاد لشوقي ضيف ص١٣٨-١٣٩.
٢ وبعد ذلك أخرج "أعاصير مغرب" سنة ١٩٤٢، ثم "بعد الأعاصير" سنة ١٩٥٠.
٣ انظر: تفصيل هذه المبادئ في الفصل الثالثل، المبحث جـ من مباحث المقال رقم٢ من المقالات المخصصة للشعر.
٤ انظر: The Name and Nature of poety. Hausman p.٤٧

<<  <   >  >>