للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ويقول ناجي مخاطبًا البحر من قصيدة له بعنوان: "خواطر الغروب":

قلت للبحر إذا وقفت مساء ... كم أطلت الوقوف والإصغاء

وجعلت النسيم زادًا لروحي ... وشربت الظلال والأضواء

أنت عات ونحن حرب الليالي ... مزقنا وصيرتنا هباء

وعجيب إليك يممت وجهي ... إذا مللت الحياة والأحياء

أبتغي عندك التأسي ما تملك ... ردًّا وما تجيب نداء١

ويقول محمود حسن إسماعيل قصيدته "الناي الأخضر راسمًا صورة حية من المرح والنشوة، التي تملأ وجدانه ببعض مظاهر الطبيعة البسيطة، وكأنه يستعيض بها عما حرم من مرح، ونشوة في دنيا الناس:

زمارتي في الحقول قد صدحت ... فكدت من فرحي أطير بها

الجدي في مرتعي يراقصها ... والنحل في ربوتي يجاوبها

والضوء من نشوة بنغمتها ... قد مال في ردأة يلاعبها

رنا لها من جفون سوسنة ... فكاد من سكرة يخاطبها

نفخت في نايها فطربني ... وراح في عزلتي يداعبها

سكران من بهجة الربيع بلا ... خمر به رقرقت سواكبها٢

ويقول الصيرفي مناجيًا "شجرة عارية"، يمتزج بها، ويبثها أحزانه، ويقارن بين حظها وحظه:

أنا أنت لكن خبريني ... أترى أعود إلى ربيعي

ترويك أمطار الشتا ... ء إذا ارتويت من الدموع

أنا أنت منفرد يحيط ... بي السكان بلا سمير

لكن تحيط بك الطيور ... ر كعهدك الماضي الزهير


١ انظر: ديوان ناجي ص٤١ "قصيدة خواطر الغروب".
٢ انظر: أغاني الكوخ لمحمود حسن إسماعيل ص١٢٠-١٢١ قصيدة "الناي الأخضر"، الذي أراد به عود البرسيم.

<<  <   >  >>