للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

كذلك كان من أعلام هذا الاتجاه من بدأوا يشقون طريقهم في أواخر الفترة السابقة كهذين العلمين١، كما كان منهم من شق طريقه تمامًا فيما مضى ولكن كشاعر، ولم ينصرف إلى النثر ويجعله فنه الأدبي الأول إلا في هذه الفترة، كمصطفى صادق الرافعي٢.


١ كان طه حسين قد بدأ يكتب في بعض الصحف في أواخر الفترة السابقة، مثل الجريدة والبيان، كما كتب كذلك رسالته التي تقدم بها إلى الجامعة القديمة عن أبي العلاء المعري ١٩١٤، كذلك كان الزيات يكتب في بعض الصحف في أواخر الفترة السابقة، مثل السفور التي كان قد بدأ يترجم على صفحاتها "رفائيل".
٢ نشر الرافعي الجزء الأول من ديوانه الأول سنة ١٩٠٢، ونشر الجزء الثاني سنة ١٩٠٣، وقد قرظه البارودي والمنفلوطي، وحياة الشيخ محمد عبده، ثم نشر الجزء الثالث سنة ١٩١٢، وقرظه حافظ إبراهيم، وكان قد نشر ديوانًا آخر سنة ١٩٠٨ باسم "النظرات"، قد بدأ الرافعي يتجه إلى النثر بجانب الشعر، وذلك في أوائل العشرينيات، حين نشر سنة ١٩١١، الجزء الأول من كتابه "تاريخ آداب العرب"، الذي ألفه بمناسبة إعلان الجامعة على جائزة لكتاب في أدبيات اللغة العربية، وفي السنة التالية سنة ١٩١٢ أصدر الجزء الثاني، وقصره على إعجاز القرآن والبلاغة النبوية، ثم طبعه بعد ذلك باسم "إعجاز القرآن"، وقد قرظه سعد زغلول، كذلك أصدر سنة ١٩١٢، "حديث قمر" بعد رحلة إلى لبنان، وتعرفه على شاعرة كان بينه وبينها حديث حب طويل، وفي سنة ١٩١٧ أخرج "المساكين"، وهو فصول عن هؤلاء التعساء، وآلامهم وحظوظهم، وعن الخير والشر، وإلى جانب ذلك كان يقول الشعر من حين إلى حين، حتى أسهم به في ثورة سنة ١٩١٩، حيث اهتم بالشعر الحماسي، والنشيد الوطني، وأخرج نشيده المشهور "اسلمي يا مصر" ... ثم اتجه تمامًا إلى النثر بعد ثورة ١٩١٩، وفي خلال الفترة التي يساق عنها الحديث، فأخرج "رسائل الأحزان" سنة ١٩٢٤، ثم أخرج "السحاب الأحمر" في السنة نفسها، ثم أخرج بعد نحو ست سنوات "أوراق الورد"، وهذه الكتب الثلاثة تدور حول فلسفة الحب والجمال، والمرأة والرجل، والعشق والزواج، وأخيرًا اتصل الرافعي بمجلة الرسالة، وكانت مقالاته فيها آخر صورة لنثره بعد أن تطور، واتضحت ملامحه، وقد جمعت معظم هذه المقالات في مجلدات باسم "وحي القلم".
اقرأ الترجمة الموجزة التي كتبت له في هامش صفحة ٢٤١، واقرأ عنه: "حياة الرافعي" لمحمد سعيد العريان. وفي: "الأدب المعاصر في مصر" لشوقي ضيف ص٢٤٢.

<<  <   >  >>