للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

على أن جميعهم لم يقفوا عند مرحلة المنفلوطي، بل تجاوزوها تجويدًا، واتفاقًا في المضمون، وفي الشكل على السواء، فهم قد حاولوا أن يتجنبوا العيوب التي أخذت على طريقة المنفلوطي، كما حاولوا أن يضيفوا إلى حسناتها حسنات، حتى وصلوا بتلك "الطريقة الأسلوبية" إلى مرتبة عظيمة من الرقي، وذلك على اختلاف بينهم في الدرجة والطابع، والسمات الشخصية كما سيتضح فيما بعد.

وقد تبع هذه الطريقة بعد أعلامها الأول، طائفة من ذلك الجبل التالي من الكتاب، الذين بدأوا يظهرون في النصف الثاني من تلك الفترة، وكانوا من ذوي الثقافة العربية أساسًا، من أمثال محمد سعيد العريان، ومحمد عبد المنعم خلاف.

وأما الاتجاه الفكري فقد جاء امتدادًا لطريقة أحمد لطفي السيد، تلك الطريقة التي تعني قبل كل شيء بالمضمون وما يحمل من قيم، وتهتم في المحل الأول بالفكرة، وما يدور حولها من معان، وهي لا تهمل الشكل ولكن لا تنمقه تنميقًا، ولا تغفل الأسلوب ولكن لا تجعل العناية به فوق الصحة والبساطة والدقة والوضوح١.

وقد كان أعلام هذا الاتجاه ممن بدأوا يشقون طريقهم في أواخر الفترة السابقة، مثل الدكتور محمد حسين هيكل٢، وعباس محمود العقاد٣،


١ اقرأ ص١٨٢ من هذا الكتاب.
٢ كان هيكل قد بدأ يكتب منذ أواخر الفترة السابقة في الجريدة والسفور والبيان، كما كان قد نشر قصة زينب سنة ١٩١٢، ثم أصبح رئيسًا لتحرير "السياسة" جريدة الأحرار الدستوريين، اقرأ ترجمته في هامش ص٢١١ من هذا الكتاب.
٣ وكان العقاد قد كتب في عدد من الصحف في الفترة السابقة، مثل: الظاهر والدستور والبيان، ثم أصبح في فترة ما بين الحربين الكاتب الأول لصحافة الوفد، وكان في "البلاغ" يقابل هيكل في "السياسة"، إلى أن أخرج من الوفد، فصار يكتب في صحف خصوم هذا الحزب وخاصة السعديين.
وكان كتابه الأول قد ظهر سنة ١٩١٢ باسم خلاص اليومية، وأما ديوانه الأول فقد ظهر سنة ١٩١٦، اقرأ ترجمة له في هامش ص١٥٥ من هذا الكتاب.

<<  <   >  >>