وسلامه موسى١، وقد كانوا جميعًا من ذوي الثقافة الغربية أساسًا، وإن أضافوا إلى تلك الثقافة ثقافة عربية على درجات متفاوتة.
وقد تجاوز أعلام هذا الاتجاه أيضًا مرحلة طريقة لطفي السيد، التي كانت تتسم بالانحصار في دائرة ضيقة من الكتابات الفلسفية والسياسية، ويوشك أن يغلب عليها جفاف لغة العلم، وانطلقوا إلى مجالات شتى أدبية وتاريخية واجتماعية ونفسية وحضارية وفنية؛ كما خطوا بالأسلوب الفكري خطوات، فساح نحو الصقل والإشراق والجمال.
وقد سار في هذا الاتجاه طائفة أخرى من كتاب الجيل التالي لجيل أعلامه، وكانوا كسابقيهم ممن آمنوا بعمق الثقافة في الأدب، وغزارة الفكر في الفن، وممن كان أساسهم الثقافي قائمًا على الثقافة الغربية، ومن هؤلاء محمد مندور وزكي نجيب محمود.
وإذا كان لا بد لكل اتجاه من طرف متطرف، فطرف الاتجاه الأسلوب المتطرف هو الرافعي، وطرف الاتجاه الفكري المتطرف هو سلامة موسى.
وفيما يلي لما سبق من إجمال:
١ كان يكتب في المقتطف سنة ١٩٠٨، ثم سافر إلى أوروبا في تلك السنة، وعاد سنة ١٩١٣، بعد أن قضى سنوات بين إنجلترا وفرنسا، وبعد أن تأثر بالثقافة الإنجليزية بصفة خاصة، ولما عاد إلى مصر واصل الكتابة في المجلات والصحف، وبخاصة تلك التي كانت تعني بالفكر والأدب، فكتب في الهلال والبلاغ وغيرهما، ثم أصدر مجلة باسم "المجلة الجديدة" سنة ١٩٢٩، اقرأ ترجمة موجزة له في هامش صفحة ٢٤٣ من هذا الكتاب.