للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بالتعليم على اللون الذي يخرج طائفة من الموظفين الذي يعملون تحت رياسة رؤساء من الإنجليز.

وكان من أبرز مظاهر تخلف التعليم في عهد الاحتلال، انخفاض نسبة المتعلمين في الأربع والعشرين سنة الأولى من الاحتلال إلى النصف، وانخفاض ميزانية التعليم بشكل واضح عما كانت عليه قبل الاحتلال١، وقد اعترف بذلك الإنجليز على لسان رجهلم في مصر حينذاك "كرومر"٢، الذي كان يدعو جهرًا إلى عدم تقدم التعليم في مصر٣.

كذلك فرضت اللغة الإنجليزية على التعليم، وحوربت اللغة العربية ألوانًا من الحرب، فلم تعد وسيلة للتدريس، وإنما حلت محلها لغة المحتلين٤، ولم تترك الفصحى وسيلة للتعبير خارج قاعات الدرس، لتنمو وتتطور، وتصل المصريين بالماضي العربي المشرق، والتراث الإسلامي المجيد، وتجمعهم مع إخوانهم العرب والمسلمين في كتلة قوية واعية، وإنما ظهرت دعوات خبيثة من خبر الاستعمار، وبعض من خدع فيهم من العرب، وراحت هذه الدعوات تهاجم الفصحى، وتنسب إلى المصريين التخلف والعجز بسببها،


١ كانت نسبة المتعلمين سنة ١٨٨٣ نحو ١٦% فصارت سنة ١٩٠٧ نحو ٨%، وكانت ميزانية التعليم سنة ١٨٦٦ أكثر من ٠٠٠ و ١٤١ من الجنيهات، فهبطت سنة ١٨٨٥ على عهد الاحتلال إلى ٦٨٩ و ٨٤، وزادت هبوطًا سنة ١٨٩٠، فصارت ٣٣٧ و ٨٠.
انظر: في الأدب الحديث لعمر الدسوقي جـ٢ ص١٨، وانظر: كذلك: Modern Egypt. Cormer, Vol, ٢ p. ٥٢٩
٢ انظر: The Situation in Eypt, Cromer p.١٢.
٣ انظر: Abbas II. Cormer, pp. ٢٣-٢٤.
٤ حمل "دنلوب" علي مبارك على إصدار قرار يجعل اللغة الإنجليزية لغلة التعليم سنة ١٨٨٩، وظل الحال كذلك حتى نجح المصريون في إعادة اللغة العربية إلى ميدان التعليم سنة ١٩٠٨، وتم تعريب التعليم سنة ١٩١٢.
اقرأ: في الأدب الحديث لعمر الدسوقي جـ٢ ص٤٣-٤٥.

<<  <   >  >>