(٢) المراد من التشبيه: أنه صوت كصلصلة الحديد المتصلة المتداركة التى تسمع من الجلاجل ونحوها ليس بكلام مؤلف من الحروف، والأقرب أن سببه وجود الملائكة وإن لم ير أحدا منهم فى حال سماعه. وكانت هذه الحالة أشد الحالتين عليه، لأنهما كما قال الحكيم ابن خلدون: انسلاخ من البشرية الجسمانية واتصال بالملكية الروحانية، والحالة الأخرى عكسها، لأنها انتقال الملك من الروحانية المحضة إلى البشرية الجسمانية. (٣) يفصم- على وزن يضرب: ينفك وينجلى. (٤) أى يظهر بصفة رجل ومثاله: وذلك أن الملك روح عاقل مريد له قوة التصرف فى المادة فهو يأخذ من مادة الكون الصورة التى يريدها، وأن علم الكيمياء فى هذا العصر يقرب إلى التصور هذا التصور بما ثبت فيه من تحول مادة من الكثافة إلى الطاقة وما بينهما بقوة الحرارة وأقواها الحرارة الكهربائية، والملك يتصرف فى الكهربائية كما يشاء. وقد شرحنا هذا المعنى فى تفسير قوله تعالى: وَلَمَّا جاءَ مُوسى لِمِيقاتِنا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ [الأعراف: ١٤٣]، راجع ص ١٦٢ - ١٦٧ ج ٩ تفسير.