للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

له قلب وأعطاف ... فما أقسى وما ألين

ولم أر قبل مبسمه ... صغير الجوهر المثمن

أبث هواه من خوف ... لنجم الليل لما جن١

وما ينفع كتماني ... ودمع العين قد أعلن

وقد أسكنته قلبي ... فسار وأحرق المسكن

ومما كتبه القاضي الفضل بخطه، وهو غاية في باب الانسجام الغرامي، وكان كثيرًا ما يترنم به، قصيدة القاضي المهذب ابن الزبير، ووجدت بخط الفاضل، غير تامة، وقد أثبت هنا منها ما وجد بخط الفاضل من غراميها، واختصرت المديح وهو:

بالله يا ريح الشما ... ل إذا اشتملت الروح بردا

وحملت من نشر الخزا ... مي ما اغتدى للندّ ندّا٢

ونسجت ما بين الغصون ... إذا اعتنقن هوى وودّا

وهززت عند الصبح من أعطافها ... قدًا فقُدّا٣

ونثرت فوق الماء من ... أجيادها للزهر عقدا

فملأت صفحة وجهه ... حتى اكتسى آسًا ووردا٤

فكأنما ألفت فيـ ... ـه منهما صدغًا وخدًّا

مرّي على برد عسا ... هـ يزيد في مسراك بردا

نهر كنصل السيف تكسـ ... ـو متنه الأزهار غمدا٥

صقلته أنفاس النسـ ... ـيم بمرّهن فليس يصدا

أحبابنا ما بالكم ... فينا من الأعداء أعدى

وحياة حبكم بتر ... بة وصلكم ما خنت عهدا

وغاية الغايات، في باب الانسجام الغرامي، ما كتبه القاضي فتح الدين بن عبد الظاهر إلى والده القاضي محي الدين، وقد توجه صحبة الركاب الشريف الظاهري في مهم شريف فحصل له ضعف بدمشق المحروسة، وهو:

إن شئت تبصرني وتبصر حالتي ... قابل إذا هب النسيم قبولا


١ جن: ستر وجن الليل أظلم.
٢ الخزامي: نبت طيب الرائحة. النّد: نوع من الأشجار أغصانه يتبخر بها لطيب رائحتها.
٣ قدّ: شَقَّ.
٤ الآس: نبات طيب الرائحة.
٥ نصل السيف: شفرته. وغمد السيف: جفنه أو مكان وضعه.

<<  <  ج: ص:  >  >>