للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[ذكر التشبيه]

[مدخل]

والبدر في التم كالعرجون صار له ... فقل لهم يتركوا تشبيه بدرهم١

التشبيه: ضروب متشعبة، وهو والاستعارة يُخرجان الأغمض إلى الأوضح، ويقربان البعيد، وقال الجرجاني: التشبيه والتكميل كل منهما بالصورة والصفة، وتارة بالحالة، وهذه صفة التمثيل. والتشبيه ركن من أركان البلاغة، وأركانه أربعة، كقولك: زيد في الحسن كالقرم، فالأول المشبه وهو زيد، والثاني المشبه به وهو القمر والثالث المشبه وهو المتكلم, والرابع التشبيه وهو الإلحاق المذكور في الشبه، وأدوات التشبيه خمسة: الكاف وكأن وشبه ومثل والمصدر بتقدير الأداة، كقوله تعالى: {وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ} ٢ ومن الشعر كقول حسان:

بزجاجة رقصت بما في قعرها ... رقص القلوص براكب مستعجل٣

ومن الشروط اللازمة في التشبيه أن يشبه البليغ الأدون بالأعلى، إذا أراد المدح اللهم إلا إذا أراد الهجو، فالبلاغة أن يشبه الأعلى بالأدون، كقول ابن الرومي، سامحه الله، في هجو الورد:

كأنه سرم بغل حين سكرجه ... عند البراز وباقي الروث في وسطه٤


١ العرجون: ما يحمل التمر، وهو من النخل كالعنقود من العنب ووجه الشبه اللون الذهبي.
٢ النمل: ٨٨/ ٢٧.
٣ القلوص: من الإبل: الفتية القوية.
٤ السرم: طرف المعي الغليظ المستقيم أو فتحة إخراج الفضلات من الجسم. سَكْرَج: لم نعثر على معنى لهذه اللفظة في ما بين أيدينا ونظنها من السكرجة، وهي إناء صغير مستدير: فيكون سكرج: معنى لهذه اللفظة في ما بين أيدينا ونظنها من السكرجة، وهي إناء صغير مستدير: فيكون سكرج: جعله مستديرًا كالسكرجة. البراز: إخراج الفضلات. الروث: فضلات الحيوان.

<<  <  ج: ص:  >  >>