للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[التشبيه بالتلميح]

ثم إني قلت بعده في التلميح، الذي ما يلمح في صفات النبي، صلى الله عليه وسلم، أحسن منه:

ورد شمس الضحى للقوم خاضعة ... وما ليوشع تلميح بركبهم١

التلميح هو في الاصطلاح، أن يشير ناظم هذا النوع في بيت، أو قرينة سجع، إلى قصة معلومة، أو نكتة مشهورة، أو بيت شعر حفظ لتواتره، أو إلى مثل سائر يجريه في كلامه على جهة التمثيل. وأحسنه وأبلغه ما حصل به زيادة في المعنى المقصود. وسماه قوم: التمليح، بتقديم الميم، كأن الناظم أتى في بيته بنكتة زادته ملاحة، كقول ابن المعتز:

أترى الجيرة الذين تداعوا ... عند سير الحبيب وقت الزوال٢

علموا أنني مقيم وقلبي ... راحل فيهم أمام الجمال

مثل صاع العزيز في أرحل القو ... م ولا يعلمون ما في الرحال٣

هذا التلميح فيه إشارة إلى قصة يوسف عليه السلام، حين جعل الصاع في رحل أخيه، وإخوته لم يشعروا بذلك.

ومن لطائف لتلميح قول أبي فراس:


١ يوشع: أحد الأنبياء الذين ارتدت الشمس لهم بعد غيابها للصلاة.
٢ الزوال: وقت الظهر.
٣ الرحال: جمع رحل وهو ما يحمل على الدواب.

<<  <  ج: ص:  >  >>